لماذا يعزف الشباب اليوم عن المشاركة في الأحزاب السياسية؟

د.عبادة دعدوش:

لا شك في أنّ الشباب اليوم يحملون أفكاراً وميولاً مختلفة، منها ما هو متطور ومنها ما يحتاج لضبط أو توجيه، لكن الأهم أنها مختلفة عن الأفكار السابقة ومواكبة لما هو سائد الآن، لذلك فإن مواءمة تلك الميول الشبابية وأدوات تعزيزها تتطلّب الكثير.

فكيف إن كانت المشاركة السياسية في الأحزاب إحدى أدوات استقطاب طاقات الشباب وأفكارهم؟!

نحن نعلم أنّ المشاركة السياسية كمفهوم عام هي عبارة عن النشاط الذي يقوم به المواطنون العاديون بقصد التأثير في عملية صنع القرار، سواء كان هذا النشاط فردياً أم جماعياً، منظماً أم عفوياً. ولعل استقطاب حماس الشباب ونشاطهم للمشاركة في الأحزاب السياسية في سورية أصبح بمثابة سيف ذي حدّين، لما يحمله من مصلحة تعزيز التنمية وزيادة الوعي تجاه القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وخلق المبادرة وروح المشاركة في بناء مجتمع مثقف سياسياً بسواعد شبابه من جهة، وضعف الشباب أو تردّدهم وعزوفهم عن المشاركة والدخول في الحياة السياسية من جهة أخرى.

وهناك أسباب كثيرة لعزوف الشباب اليوم عن المشاركة في الأحزاب السياسية، أهمها:

  • الوضع المعيشي الصعب والغلاء الفاحش وعدم توزان الدخل والمصروف، ممّا يجعل اهتمام الشباب الأول هو تحصيل دخل أعلى من خلال العمل أو التجارة.
  • الالتزام الذي يشكل حاجزاً بين رؤية الشباب المستقبلية عن أنفسهم وحياتهم الشخصية والالتزام بأي مسؤوليات.
  • انصراف الشباب بعد الحياة الجامعية إلى البحث عن فرص عمل مناسبة بهدف الحصول على المال في ظروف معيشية قاسية.
  • هجرة الشباب للدراسة أو العمل لمحاولة تحسين الوضع المادي والمعيشي.
  • تأثّر الحالة النفسية للشباب بظروف البلاد القاسية التي جعلتهم فاقدي الشغف للاستمرار بأي مشاركة وبأي عمل تطوعي.
  • عدم تعزيز المفاهيم السليمة عن الأحزاب وقلّة التوعية عن أهمية العمل الحزبي ودوره في لبناء الدولة والمجتمع.

إن إعادة إحياء دور الشباب في صنع القرار وضمّهم للمشاركة في الأحزاب السياسية في سورية يتطلّب اهتمام تلك الأحزاب بتعزيز الثقافة السياسية وتغيير برامجها وتقوية روابط التفاعل المباشر مع جيل الشباب في المدارس والجامعات، ومساعدتهم في رسم وبناء مستقبل أفضل لأنفسهم والمجتمع.

العدد 1105 - 01/5/2024