ما هكذا تورد الإبل يا حكومة!
رمضان إبراهيم:
تؤكد المعاناة اليومية، إن لم نقل اللحظية، التي يعيشها بلدنا حالياً- مع استمرار الحرب العدوانية عليه بأشكالها المختلفة – أن مواجهة آثار هذه الحرب وتداعياتها، وبضمنها الحصار والعقوبات الظالمة وغير الشرعية، تتطلب عملاً استثنائياً مختلفاً عن السابق، وإدارة مبدعة ومبادرات تستثمر الإمكانات المتاحة والكامنة، وتستنهض الهمم، وعقليات جديدة تبتعد في إجراءاتها وقراراتها عن اتباع الطرق التقليدية في المعالجة.
نقول ذلك لأن ما تقوم به الجهات الحكومية المعنية في هذا المجال لم ولن يؤدي إلى النتائج المرجوة، بدليل أن الأمور المعيشية والحياتية لمعظم أبناء الوطن تزداد سوءاً، وإعادة دوران عجلة الإنتاج الوطني لم تتحرك بالسرعة المطلوبة، ومستوى الفساد يشهد ارتفاعاً، وأعداد الداخلين في فلكه من مسؤولين وغير مسؤولين تزداد يوماً بعد يوم، وقيمة الليرة تسجّل تراجعاً مع ما يرافق ذلك من زيادة في المنعكسات السلبية على الطبقتين الوسطى والفقيرة.
وفي ضوء هذا الواقع المؤلم المتوقع استمراره مع استمرار أسبابه الخارجية والداخلية، نرى أنه لا بدّ من العمل والمتابعة بعقلية مؤسساتية وجماعية تعتمد على تشكيل هيئة استشارية متخصصة ولجنة إدارة أزمة في كل وزارة وكل جهة عامة، بحيث يتم اتخاذ القرارات على مستوى الوزارة أو الجهة العامة بناء على اقتراحها، وعلى المستوى الحكومي الأعلى بناء على عملية تنسيق وتشبيك بين هذه الهيئات واللجان وبين لجنة مركزية لإدارة الأزمة النقدية والاقتصادية بكل أبعادها.
وبالتوازي لا بدّ أيضاً من الاقتراب من الناس أكثر، وتفعيل مبدأ التشاركية معهم، والتخفيف من معاناتهم عبر اتباع طرق عملية مجدية، وتشجيعهم وتحفيزهم للعودة إلى استثمار كل شبر من الأرض الزراعية التي يملكها كلٌّ منهم، بهدف تحسين دخلهم والاعتماد على مواردهم والمساهمة في تطبيق مبدأ الاعتماد على الذات من قبل كل أسرة وعلى صعيد الوطن بشكل عام …الخ.
إنها أفكار يمكن التوسع بها أفقياً وعمودياً وتنفيذها بما يؤدي إلى تغيير الواقع نحو الأفضل، وليس العكس كما يحصل الآن.
أخيراً
إن المتابع لفريق إدارة الأزمة وخاصة اقتصادياً يدرك بما لا يدع مجالاً للشك أنهم في وادٍ والشعب في وادٍ آخر، فهل هكذا تورد الإبل يا حكومة!؟