الجعفري: الحل سياسي بيد السوريين وحدهم دون أي تدخل خارجي

أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن دولاً دائمة العضوية في مجلس الأمن عملت على تقويض العملية السياسية في سورية منذ اعتمادها أساساً لحل الأزمة، مشدداً على أن هذه العملية يجب أن تبقى سوريّة سوريّة دون أي تدخل خارجي.

وقال الجعفري في كلمة عبر الفيديو خلال جلسة لمجلس الأمن حول الوضع في سورية: “منذ أن اعتمد مجلس الأمن ما تسمى العملية السياسية أساساً لحل الأزمة في بلادي، تداعى البعض من الأعضاء دائمي العضوية في هذا المجلس بالذات إلى تقويض هذا النهج يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر وسنة بعد سنة إلى درجة تحول فيها بعض أعضاء هذا المجلس للأسف لاستخدامه عملياً لدعم الحرب الإرهابية على سورية وتبرير احتلال أراضيها والاستثمار في الإرهاب”.

وتابع الجعفري: “في الوقت الذي تعهد فيه أعضاء مجلس الأمن في مستهل قراراتهم كافة المتعلقة بالوضع في بلادي بالالتزام القوي باحترام سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة وسلامة أراضيها، خطت قوات الاحتلال الأمريكي على مرأى من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي خطوة جديدة لنهب موارد سورية وثرواتها الطبيعية بما فيها النفط والغاز السوريان”.

وأوضح الجعفري أن هذه الخطوة تمثلت بقيام شركة (دلتا كريسنت اينرجي) الأمريكية برعاية ودعم من الإدارة الأمريكية بإبرام عقد مع ميليشيات (قسد) الانفصالية العميلة للقوات الأمريكية التي تحتل أراضي في شمال شرق سورية وذلك بهدف سرقة النفط السوري وحرمان الدولة السورية والسوريين من عائداته الأساسية اللازمة لتحسين الوضع الإنساني وتوفير الاحتياجات المعيشية وإعادة الإعمار.

وقال الجعفري: “إن هذا السلوك الأمريكي الذي يتناقض مع القانون الدولي ومع ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن لم يأت بشكل مفاجئ، ذلك أن الإدارة الأمريكية كانت يسرت حيازة واتجار تنظيم (داعش) الإرهابي بالنفط السوري المنهوب وتهريبه إلى تركيا بالتعاون مع نظام أردوغان الراعي للإرهاب، ودأبت من خلال تحالفها غير الشرعي على شن اعتداءات متكررة على قوات الجيش العربي السوري لمنعها من تحرير المناطق التي كان يحتلها تنظيم (داعش) الإرهابي في شمال شرق سورية، فقبل يومين اعتدت حوامتان أمريكيتان على حاجز للجيش العربي السوري جنوب شرق القامشلي ما أدى إلى استشهاد جندي وإصابة اثنين آخرين بجروح.

ولفت الجعفري إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سبق أن أعلن صراحة بتاريخ 27-10-2019 أنه “يعتزم القيام بعقد صفقة مع إحدى الشركات الأمريكية للذهاب إلى سورية والحصول على حصتها من النفط السوري” وجدد ترامب التأكيد على مسعاه هذا بتاريخ 1-11-2019 بإعلانه عزمه “على الاحتفاظ بالنفط السوري لأنه يحب النفط”.

وقال الجعفري: “لقد شهدت الفترة الماضية أيضاً إبرام شركة (كرييتيف انترناشونال اسوشييتس) الأمريكية اتفاق تعاون مع ما يسمى (المجلس المدني في مدينة دير الزور) والذي يعمل تحت مظلة ميليشيا (قسد) التي أصدرت قبل أيام ما يسمى (قانون إدارة أملاك الغائب) الذي يهدف إلى نهب ممتلكات السوريين الذين عمد تنظيم (داعش) وميليشيا (قسد) على تهجيرهم من مناطقهم وتغيير تركيبتها السكانية، متسائلاً هل ينسجم هذا الاتفاق الذي رعته الإدارة الأمريكية وقواتها المحتلة مع الالتزام بسيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها، مضيفاً أن سجل الولايات المتحدة المعيب بحق العشرات من الدول الأعضاء في هذه المنظمة الدولية يجيب عن هذا التساؤل ويظهر عدم إيمان الإدارات الأمريكية بمبادئ ومقاصد هذه المنظمة الدولية.

وتابع الجعفري “إن سورية تدين هذه الممارسات وأي أعمال مماثلة أو صفقات مشبوهة تتم مع ميليشيات عميلة وإرهابية أو هيئات مصطنعة لا تتمتع بأي أهلية أو صفة قانونية وتؤكد أن هذه الممارسات لاغية وباطلة ولا أثر قانونياً لها لكونها تشكل اعتداءً سافراً على سيادة الجمهورية العربية السورية وموارد الشعب السوري إن القانون الدولي يتقلب في تربته من هذه الأفعال.

وأردف الجعفري “من جانبه يواصل النظام التركي ممارساته الهادفة إلى تعزيز احتلاله أجزاء من أراضي بلادي ومحاولة تغيير طابعها القانوني والديمغرافي والاقتصادي والمالي من خلال السعي لتتريكها وتهجير سكانها ونهب عقاراتهم وممتلكاتهم وفرض تداول العملة التركية فيها وإطلاق أسماء شخصيات تركية وعثمانية على ساحاتها وشوارعها لا بل وحتى على التنظيمات والكيانات الإرهابية التي يشرف على تشغيلها واستثمارها في اعتداءاته على الدولة السورية وفي حروبه الخارجية في ليبيا وغيرها أيضاً كتنظيم (لواء السلطان مراد الإرهابي) و (لواء السلطان محمد الفاتح) و(حركة نور الدين الزنكي) وغيرها وهي كلها كما ترون تسميات ذات صلة بالتاريخ العثماني.

وأوضح الجعفري أنه في الوقت الذي تنعقد فيه جلسة مجلس الأمن يعيش ما يزيد على مليون سوري من أهالي الحسكة وريفها دون مياه شرب في ظل حر شديد وخوف من تفشي فيروس كورونا وكل ذلك هو نتيجة لصمت مجلسكم هذا عن مواصلة النظام التركي استخدام المياه سلاح حرب ضد المدنيين وذلك من خلال قيامه بقطع مياه الشرب من محطة علوك لما يزيد على 15 مرة ولفترات تتراوح بين يومين وعشرة أيام.. وكذلك قيام قوات الاحتلال التركي بخفض طاقة إنتاج المحطة إلى حدودها الدنيا.. فإلى متى سيبقى مجلسكم هذا صامتاً أمام جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها أردوغان.

وأضاف الجعفري: “إن استقواء النظام التركي بعضويته في حلف الناتو لاستعداء الدول المجاورة لبلاده والتطاول على الحقوق السيادية لهذه الدول يزيد من مسؤولية هذا الحلف عن غياب الاستقرار في منطقة حوض المتوسط بأسرها ورفع مستوى التصعيد إلى مستويات غير مسبوقة”.

وتابع الجعفري “نعيد ونكرر على مسامع الجميع أن الحل هو سياسي بيد السوريين وحدهم من دون أي تدخل خارجي.. حل يضع السوريون مقاساته بأنفسهم لحماية وطنهم من الضباع التي تروم به سوءاً وليس على مقاسات الإدارة الأمريكية وأردوغان اللذين يحتلان أجزاء عزيزة من الأرض السورية.

العدد 1102 - 03/4/2024