عدنا إلى بيوتنا، ولكن!
ولاء العنيد:
حملات إعلامية لا تنتهي تطلب من الناس المُهجرة العودة إلى بيوتها في الأماكن المحررة من المدن وريف المدن، في محاولة لإعادة الحياة إليها، وما إن بدأت الدعوات للعودة لبى المواطنون النداء وذهبوا لرؤية ما بقي من بيوتهم و في محاولة ترميمه إذا أمكن، بين من أعاد منهم إعمار منزله أو من سكنه على حاله، وبين من خاب أمله عندما لم يجد من منزله إلا كتلة من ركام ليجمع شتات نفسه ويعود لتحمل قسوة التهجير و غلاء الآجار.
ومع مرور الأيام وازدياد دعوات العودة ارتفعت نسبة الأهالي العائدة إلى بيوتها ولكنهم حملوا في صدورهم الغصات على حال تلك المناطق التي تحتاج إلى إعادة تأهيل في البنى التحتية و إزالة الركام من الشوارع، وظهرت مطالبات تدعو لإيجاد حلول تسهل من مشقة العيش في الريف.
قالت (هناء) سيدة عادت مع أسرتها إلى منطقة حرستا في ريف دمشق أنها كانت سعيدة جداً في العودة إلى منزلها ولكن مع مرور الأيام تبيّنت حجم المعانة المستمرة التي يمرون بها، فلا يوجد مياه إلا عن طريق تعبئة الصهاريج، فالمياه لا تصل إلى بيوتهم ليس بسبب الانقطاع فقط وقلّة عدد الساعات التي تضخ بها المياه، بل هناك بسبب انقطاع التيار الكهربائي الذي لا يسمح بتشغيل محركات دفع المياه و المضخات، فلا ماء أو كهرباء ولا خطوط اتصال هاتفية ولا تدفئة جيدة، إضافة إلى الركام و الطرقات غير المؤهلة بالمكان التي جعلت من التحركات صعبه خصوصاً على الأطفال الذين لديهم مدارس يتوجهون إليها، وعقبت قائله: لماذا شجعونا على العودة ولم يؤهل الريف جيداً ولم تصله الخدمات بالشكل الكامل.
تعيش هناء تجربة جزء كبير من السوريين وما ينطبق عليها من معانات ينطبق على كل من عاد إلى الريف مع تفاوت بسيط بجودة الخدمات حسب قدم تاريخ تحرير المنطقة، وإعداد المواطنين الذين مع عودتهم أعادوا نبض الحياة بشكل أسرع، ولكنهم يتمنون أن تعود الأمور إلى نصابها وتتحسن الخدمات في مناطق سكنهم إن كانت الخدمات المعيشية أو الصحية أو التعليمية التي يمكن وصفها فقط أنها تُقدم بالحد الأدنى وما نريده هو أن تعود جميع الأهالي إلى مسكنها، لهذا ندعوا إلى أن تُكثيف الجهود أكثر وذلك بعناية المناطق المحررة، ودعمهم بما يلزمهم من خدمات تعزز رغبتهم بالبقاء الذي يسعى له الجميع.