بوتين: تحرير معظم الأراضي السورية بعد هزيمة الإرهاب فيها

لافروف: تشكيل لجنة الدستور خطوة مهمة لحل الأزمة في سورية

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن حل الأزمة في سورية يمثل نموذجاً لحل الأزمات الإقليمية في المنطقة، مبيّناً أن ضربة موجعة وقاضية وُجِّهت للإرهابيين، رغم شكوك البعض وعرقلتهم لذلك.

وقال بوتين في كلمة له يوم الخميس 3/10/2019، خلال افتتاح أعمال منتدى فالداي للحوار الدولي: (لقد هزمنا الإرهاب الدولي في سورية وأحبطنا عودة وانغماس مئات وربما آلاف قاطعي الرؤوس المسلحين إلى بلدنا ودول الجوار)، موضحاً أن ضربة موجعة وجّهت إلى الإرهابيين هناك، وأن معظم الأراضي السورية حُرِّرت من الإرهاب رغم محاولات البعض عرقلة ذلك.

ولفت بوتين إلى أن الحل السياسي للأزمة في سورية، بعد إطلاق عملية سياسية سورية داخلية ومسار أستانا بدعم من الأمم المتحدة، يمثل نموذجاً لحل الأزمات الإقليمية، مشيراً إلى ضرورة أن تجري الحلول في معظم الأحيان عبر الآليات الدبلوماسية بحيث يصبح استخدام القوة وارداً فقط في الضرورة القصوى.

ودعا بوتين إلى تعاون دولي لمواجهة التحديات الكبرى الناتجة عن الإرهاب، وإلى إنشاء منظمة للتعاون الأمني في الخليج تشمل روسيا والصين والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة إضافة إلى الدول المطلة على الخليج، هدفها تخفيف حدة التوتر وضبط مسائل أمن الملاحة وحريتها، لافتاً إلى أنه لا يمكن استثناء دول المنطقة لحل الأزمات.

من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تشكيل لجنة مناقشة الدستور خطوة مهمة في إطار العملية السياسية لحل الأزمة في سورية، مشيراً إلى أن السوريين وحدهم من يقررون مستقبل بلدهم ودستوره وفق القرار 2254.

وأشار لافروف في تصريحات صحفية نشرتها وزارة الخارجية الروسية على موقعها الإلكتروني يوم الخميس 3/10/2019، إلى أن إطلاق عمل اللجنة سيقدم دفعة للعملية السياسية في سورية، معتبراً أنه تم تأسيس الظروف لتسريع هذه العملية، بعد توجيه ضربات قوية للتنظيمات الإرهابية في سورية.

وأشار لافروف إلى أن مشاركة بلاده في الحرب ضد الإرهاب في سورية جاءت بناء على طلب من الحكومة السورية، لافتاً إلى أن الأساس الوحيد لأي وجود أجنبي على الأراضي السورية يمكن أن يقوم على دعوة السلطات الشرعية، أو استناداً إلى قرار بهذا الشأن من جانب مجلس الأمن الدولي، مبيناً بهذا الصدد أن الوجود الأمريكي في سورية غير شرعي، ويهدف إلى منع استعادة الأمن والاستقرار فيها، في انتهاك مباشر لقرار مجلس الأمن 2254.

وحول الأوضاع في منطقة الخليج حذّر لافروف من تصاعد التوتر في المنطقة نتيجة سياسات الولايات المتحدة وقال:(تطور الوضع في الخليج وصل إلى مستويات خطرة نتيجة لسياسات واشنطن غير المسؤولة التي لم تكتف بالتنصل من التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة التي تم إقرارها في مجلس الأمن بالقرار رقم 2231) مؤكداً أن واشنطن أمعنت في تصرفات استفزازية أسفرت عن تصعيد التوتر في الخليج.

وحذر لافروف من خطر اندلاع مواجهة عسكرية في الخليج وقال:(هذا السيناريو يدفعنا إلى القلق بشكل جدي، إذ لا يمكن السماح بانزلاق المنطقة نحو مواجهة عسكرية مدمرة يمكن أن تسفر عن تداعيات كارثية ليس على بلدان الخليج فقط بل وعلى العالم كله).

ولفت لافروف إلى المبادرة الروسية لأمن الخليج مبيناً أنها تفترض وضع أجندة إقليمية إيجابية وتوحيدية وتأسيس آليات لعمل مشترك لمواجهة التحديات والمخاطر، بهدف إطلاق عملية هادفة وتدريجية يتم من خلالها مراعاة آراء كل الأطراف.

وفيما يتعلق بالسياسات الغربية في العالم أوضح لافروف أن عمليات التدخل العسكري والحروب من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى والتي تشكل انتهاكاً للقانون الدولي أسفرت عن زعزعة الأوضاع في مناطق مختلفة من العالم، مبيناً أن واشنطن وعدداً من العواصم الغربية الأخرى راهنت على تكريس هيمنتها على الشؤون الدولية، واستخدمت القوة العسكرية كوسيلة لتحقيق أهدافها إلى جانب سياسة العقوبات والابتزاز والضغوط وتزوير الحقائق.

 

العدد 1104 - 24/4/2024