شو عم يصير | غينيس للفساد… بانتظارنا

مادلين رضوان جليس:

تكفينا عدة قضايا فساد أخرى، وندخل موسوعة غينيس بأكثر عمليات الفساد والاختلاس، وكأن المناصب باتت هذه الأيام محكومة بهاتين الصفتين، إذ يكاد لا ينجو أحد من الوقوع في واحدة منهما، إن لم نقل في كلتيهما.

بالأمس أصدر وزير المالية مأمون حمدان، قراراً بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لوزير التربية السابق: هزوان الوز، ومعاون الوزير سعيد خراساني، وزوجتيهما، وأمجد السيد وزوجته، وبشرى سلوم ومحمد توفيق طعمة وزوجته، وجمال بشارة، إضافة إلى عدد من المديرين في الوزارة.

وقد صدر هذا القرار بعد اكتشاف تورّط الأسماء المذكورة في قضية فساد واختلاس للمال العام، شاع أنها بلغت نحو 350 مليار ليرة سورية.

ولعلنا لا نظلم أحداً حينما نقول إن هذه المواضيع باتت سهلة كشربة ماء، تمر بمراحل:  منصب وكرسي، فساد واختلاس، عزل من المنصب، اكتشاف الفساد، والحجز على الأموال، ولا تنتظروا شيئاً آخر غير ذلك.

لا تظنوا أن الفاسد سيعاقَب، أو أنه سينال جزاءه، ولا تظنوا أن كل ما سرقه من المال العام، من المواطنين، سيكون سبباً في معاقبته، لا، عقابه فقط: العزل والحجز على الأموال، اللهم إلا إذا رأيناه بعد فترات يشغل مناصب أخرى، يقدّم فيها خدماته للوطن وللمواطنين على حد سواء.

الأمر المضحك أكثر، أن المبالغ التي صدر بحقها قرار الحجز والتي قلنا إنها  بلغت نحو 350 مليار ليرة سورية، سترفد البنوك السورية، بعدما تبيّن أن معظمها من القطع الأجنبي.

ما رأيكم الآن أن نعود بالزمن إلى الوراء قليلاً، أتذكرون رجل الخمسين ليرة، والضجة التي أثيرت حوله، وطريقة إلقاء القبض عليه؟!، أتذكرون كيف استطاعوا القبض عليه بالجرم المشهود؟!، طبعاً الحادثتان تصنّفان على أنهما سرقة ممنوعة ويعاقب فاعلاهما.

الآن قارنوا تلك الحادثة بحادثة الاختلاس الكبيرة هذه، بين طرق كشف الموضوع، وانتشار الأخبار، وإظهار البطولة فيها، تذكّروا وحكّموا عقولكم قبل أن تظنّوا أن الفاسدين المختلسين، سارقي الوطن والمواطنين… سيعاقَبون.

العدد 1102 - 03/4/2024