الحزب الشيوعي السوداني في بيانٍ جماهيريّ: الإضراب السياسي والعصيان المدني طريقنا لإسقاط النظام القمعيّ

يا شعب السودان، شعب أكتوبر، وشعب مارس/ أبريل العظيم، يا معلّم الشعوب معنى أن تثور وتنتصر على الطغاة والأنظمة القمعية!

يا شعباً نهض ويسلك طريق الخلاص من نظام الذل والإفقار والتجويع والتجهيل والاستبداد والطغيان، بإعلانك الواضح عن رفضك لنظام هذا الحزب الفاشي، الذي جثم على صدرك ربع قرن ونيّف من الزمان، بالصوت المسموع للعالم، بخروجك للشارع محتجّاً في مظاهراتٍ سلمية تخاطب الذين لا يأبهون ولا يعيرون انتباهاً لصوت الشعب، بأنّ أوان رحيلهم قد آن، وأن هذا الشعب العظيم لن يتحمّل هذا الأذى لحظة واحدة بعد الآن، وأن عليهم أن يرحلوا غير مأسوف عليهم، ولن يغفر لهم الشعب المتسامح ما ووجه به من عنف مفرط وصل حدّ القتل المتعمّد.

شعبنا العظيم!

لا طريق للخلاص من هذا الكابوس إلا بمواصلة هذه المظاهرات السلمية، التي ستقود في ذروتها إلى العصيان المدني، كما يقود التوقف عن العمل في إضراب سياسي عام يؤدي إلى شلّ دولاب عمل الحكومة المتسلطة، ويوقف قدراتها في استنزاف موارد هذا الشعب وامتصاص ما تبقى من دمائه.

وبهاتين الآليتين المجرّبتين سيتوج النضال اليومي لشعبنا الثائر بانتصار انتفاضته.

ندعو القطاعات ذات الثقل للانضمام إلى خيارات الشعب: موظفي الخدمة المدنية، الضباط الإداريين، المصارف، الطيران المدني، والزراعيين… إلخ، كما ندعوهم لحشد عضويتهم وتوحيدهم وإعلان موقفهم والتزامهم بتنفيذ الإضراب السياسي، وعلى قطاعات العمال طليعة المناضلين، والطلاب في قلب الشباب ورأس الرمح في جميع الثورات، أن ينظّموا أنفسهم ليلعبوا دورهم التاريخي المعروف في مثل هذه الظروف.

يا جماهير شعبنا الصامد المناضل والقابض على الجمر!

يحاول النظام بطرق شتى التقليل من تأثير الانتفاضة على عرشه المتهاوي، ويرفع عصاه بالتهديد والوعيد مرات، وينسبها للخونة والعملاء في محاولة أن يرمي بدائه عليها، ويصفها تارة بأنها مظاهرات عابرة لضائقة معيشية عابرة، ولا يدري أن الأزمات قد طوقت عنقه ولا فكاك منها إلا بإلقائه في مزبلة التاريخ.

وتداركاً لمصيره المحتوم، يتدارس النظام ومنسوبوه ومن يمنّي نفسه بأن يكون الوريث حامل جيناته، يتدارسون كيفية إجهاض هذا المد الثوري وهذه الانتفاضة العارمة بسيناريوهات عدة، منها أن تسلم هذه السلطة المنهارة أصلاً لقيادة الجيش المنتمية لهم، أو لحكومة تكنوقراط، ليتحول التغيير إلى إصلاح مهنيّ وفنّيّ دون أفق سياسيّ منحاز إلى مصالح الشعب المنتج ونهوض الوطن، أو بالحوار مع فصائل سياسية أخرى لا تخرج من دائرة مصالح الرأسمالية الطفيلية والمجتمع الدولي، بغرض المحافظة على ما سلب من أموال الشعب، وعلى تجاوز ما ارتكب من جرائم في حقّ شعب السودان ، كما المحافظة على المؤسسات الوالغة في الفساد ومؤسسات المجتمع الدولي الأمنية والمالية.

ينشط المجتمع الدولي في الساحة السياسية، في محاولة لإعادة مشروع الهبوط الناعم بسيناريو جديد وبرعايته، من أجل الحفاظ على جوهر مشروعه، وفى هذا الإطار يدعو بعض القوى السياسية الحزبية والمجتمعية لعقد اجتماع خارج الوطن، بتمويله، وتنسق له منظمة دولية معروفة، منعاً لوصول الانتفاضة إلى نهاياتها بإسقاط النظام والتغيير الجذري، لكن لن تنطلي مثل هذه الحيل على شعب عريق وتاريخه مليء بمثل هذه التجارب لما مرّ عليه من سرقات لثوراته وانتفاضاته.

إن الإضراب السياسي والعصيان المدني هما السبيل لإسقاط النظام القمعي، وعلى أنقاضه تقام السلطة الانتقالية لفترة تستطيع فيها القوى السياسية وجميع فصائل الشعب السوداني بمركزه وأطرافه وأعراقه وأديانه أن تحلّ فيها القضايا العاجلة والمهمة تحضيراً لفترة الديمقراطية والحكم البرلماني، وفى هذه الفترة توقف الحرب ويعوَّض المتضررون منها، ويحاكَم الذين أجرموا في حق أبناء وبنات شعبنا، كاظم الغيظ ، محاكمة عادلة، وحلّ جميع مؤسسات سلطة الحزب الواحد الفاسدة، وإنجاز مؤتمر اقتصادي عاجل لحل الضائقة الاقتصادية، وتحسين الوضع الحياتي والمعيشي للشعب، ويتم فيها قيام المؤتمر الدستوري القومي ليتوافق فيه أهل السودان على ضرورة حل عوامل وأسباب الازمة العامة المتراكمة منذ الاستقلال، مهدّدة استقرار الوطن ووحدته، ووضع مبادئ الدستور الدائم، وينجز وفقه قانون الانتخابات، وإجراء الانتخابات الحرة والنزيهة، وترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة. هذه الفترة يجب أن تكون كافية لإنجاز هذه المهام التي تقدّر بأربع سنوات على أقل تقدير وعدم تكرار تجربة ثورتَي أكتوبر ومارس/أبريل المجيدتين.

يا ثوار السودان من أجل الحرية والسلام والديمقراطية والعدالة الاجتماعية!

رصّوا صفوفكم ونظِّموا أنفسكم واملؤوا الشوارع!

ارفعوا أصواتكم هيبةً وجبرةً واصدحوا بأناشيدكم عالية النبرة!

حرّية.. سلام.. وعدالة.. والثورة خيار الشعب!

المجد والخلود لشهداء الانتفاضة وشهداء الثورة السودانية!

النصر تخليداً لذكراهم … المجد لشعب السودان!

المكتب السياسي

الحزب الشيوعي السوداني

15 كانون الثاني (يناير) 2019

العدد 1102 - 03/4/2024