لافروف: تصرفات الولايات المتحدة شرق سورية غير قانونية وتثير قلق موسكو

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تصرفات الولايات المتحدة في شرق سورية غير قانونية وتثير قلق موسكو.

وقال لافروف في لقاء على قناة روسيا1:(على الرغم من أن الولايات المتحدة تحاول تقديم وجودها وتصرفاتها في سورية على أنها مؤقتة غير أنه لا يخفى على أحد أن كل ما يجرى على الضفة الشرقية لنهر الفرات يشكل انتهاكاً واضحاً للقرارات الدولية المعلنة التي تشدد على وحدة أراضي سورية).

وأوضح لافروف أن الأمريكيين الذين ينشرون قوات خاصة ومستشارين في شرق الفرات يلعبون لعبة خطرة للغاية تتعلق بـ (الأكراد) متناسين أن هذه المسألة ملحة ولها حساسية للعديد من الدول وليس فقط في سورية بل في العراق وإيران وبالطبع تركيا.

ولفت لافروف إلى أن الأمريكيين منخرطون في محاولة لتشكيل (هياكل شبه حكومية) في شرق سورية وضخ مئات الملايين من الدولارات هناك مشيراً إلى أنهم في المقابل يرفضون إعادة بناء البنية التحتية في المناطق التي تم تحريرها من الإرهابيين.

وقال وزير الخارجية الروسي: (أصبح من الواضح أن الدول الغربية وعلى امتداد سنوات لم تقدم استراتيجية بناءة أو اقتراحات مقبولة بديلة لتلك التي حددتها الدول الضامنة (روسيا وإيران وتركيا) في أستانا فيما يخص محاربة الإرهاب في سورية وتهيئة الظروف لعودة المهجرين وتقديم المساعدات الإنسانية وبناء العملية السياسية في البلاد).

وفي السياق نفسه أشار لافروف إلى (أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان اتفقا خلال اجتماعهما على هامش قمة مجموعة العشرين في بوينس آيرس على وضع المزيد من الخطوات لمنع انتهاك اتفاق إدلب الموقع في سوتشي وذلك في ضوء عدم التزام الإرهابيين به).

وأشار لافروف إلى أن الوفد الروسي لفت الانتباه خلال مشاركته في قمة مجموعة العشرين الأخيرة ببيونس آيرس إلى ظاهرة (عودة الإرهابيين الأجانب) من ليبيا وسورية والعراق ودول أخرى إلى أوطانهم أو تنقلهم إلى دول جديدة مشددا على أهمية متابعة تنقلاتهم.

ولفت لافروف إلى أن ثمة بنك معلومات عن هؤلاء (الإرهابيين الأجانب) تم إنشاؤه قبل عدة سنوات بمبادرة من الاستخبارات الروسية ويشارك في عمله حالياً 42 جهازاً استخباراتياً من 35 دولة بما فيها أعضاء مجموعة (بريكس) كما انضمت إليه منظمات دولية عدة من بينها الشرطة الدولية (إنتربول) ولجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن الدولي.

وأكد لافروف أن السبب الحقيقي لموجة الهجرة الحالية غير المسبوقة هو سياسة التدخلات العسكرية غير المسؤولة في شؤون الدول السيادية وخاصة دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مشيراً إلى أن العدوان ضد ليبيا حولها إلى (ثغرة سوداء) تدفقت من خلالها (سيول من الأسلحة المهربة والمخدرات وغيرها من أشكال الجريمة المنظمة إلى جنوب القارة الإفريقية فيما تدفق إلى الشمال عبر ليبيا في المقام الأول اللاجئون الذي يشكلون الآن مشكلة جدية ولاسيما داخل الاتحاد الأوربي).

إلى ذلك أعرب لافروف عن استعداد روسيا لاستئناف الحوار مع الولايات المتحدة حالما تكون واشنطن مستعدة لذلك لافتا إلى أن مستشار الأمن القومى الأمريكي جون بولتون أكد لمساعد الرئيس الروسي لشؤون السياسة الخارجية يوري أوشاكوف أن الجانب الأمريكي يرغب في استئناف الحوار وتطبيعه. وردا على سؤال عما إذا كان قد التقى نظيره الأمريكي مايك بومبيو في قمة مجموعة العشرين نفى لافروف ذلك وقال: لا، بطبيعة الحال لم أطارده فهو لم يقترب مني وبصراحة لا أعرف حتى ما إذا كان هناك أم لا لأنني لم أر الوفد الأمريكي بأكمله). وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أنه ليس من المعلوم بعد موعد الاجتماع المقبل بين بوتين وترامب وقال:(لن أخاطر بتخمين ذلك ولا استبعد أن يكون حادث مضيق كيرتش الذي وقع الأحد الماضي مجرد ذريعة لإلغاء اجتماعهما في بوينس آيرس).

وتابع لافروف: (لست ممن يؤمن بنظريات المؤامرة وكل أنواع التكهنات التآمرية لكن كان هناك في الآونة الأخيرة الكثير من الأحداث والصدف حيث يجرى عشية كل حدث كبير نوع من الاستفزاز ليتم على الفور استغلاله واستخدامه لتصعيد لهجة العقوبات).

العدد 1104 - 24/4/2024