الشهر الوردي.. أمل متجدد للحياة

إيمان أحمد ونوس:

مرض السرطان بات اليوم أكثر انتشاراً من أي مرض على مستوى العالم، وخطورته تكمن في عدم الشّفاء منه إن كان في مراحل متقدمة عند المريض، لذا يوصف بالعضال، وهو يصيب الجميع بلا استثناء ومن مختلف الأعمار.

غير أن هناك أمراضاً تصيب جنساً دون آخر، كسرطان الرحم وعنق الرحم والثدي بالنسبة للنساء، مع أن الرجال وبنسبة قليلة يُصابون بسرطان الثدي، لكن الأشهر لديهم هو سرطان البروستاتا.

ولأن سرطان الثدي بالنسبة للنساء يحتل المرتبة الثانية عالمياً بعد سرطان الرئة، فقد خُصص شهر تشرين الأول من كل عام للقيام بحملات الدعم النفسي والصحي والوقائي على مستوى العالم أجمع، وقد أُطلِقَ على هذا الشهر صفة الوردي، لما يحمله هذا اللون من دلالة على التعاون الإنساني والأمل في محاولة التصدي لهذا النوع من السرطان، وذلك لرفع الوعي لدى السيدات، حول طرق الكشف المبكّر للمرض، الذي تكون نسبة الشفاء فيه عالية جداً في المراحل الأولى، فنسبة الشفاء من سرطان الثدي في الحالات التي اكتُشفت مبكّراً وصلت إلى 98% وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية، علماً بأن واحدة من بين كل 8 سيدات تُصاب بسرطان الثدي، وهي نسبة كبيرة جداً، وغالبيتنا يتغافل عن الكشف، إذ من المفترض أن يجري الكشف اليدوي من منتصف العشرينيات، وبعد الثلاثينيات يصبح اهتمام المرأة أكبر، ويزداد الحرص على كشف (الماموغراف) ذلك أن هذا النوع من السرطانات يقتل ملايين النساء سنوياً في كل أنحاء العالم، ومن المؤكّد أن نصيب نساء المجتمعات النامية أو المتخلفة صحياً يكاد يكون الأكبر حيث لا تُشخّص فيها جُلّ حالات إصابة المرأة بسرطان الثدي إلاّ في مراحل متأخرة، ومردّ ذلك أساساً هو الافتقار إلى الوعي بالكشف عن المرض مبكراً، والعقبات التي تعترض سبيل الحصول على الخدمات الصحية اللازمة لعلاجه. لذا، يجب ألا يبقى الشهر الوردي مجرد تذكير لنا فقط، وألا ننسى أنفسنا طوال العام، فنحن مصدر لرعاية الآخرين، وإن لم نرعَ أنفسنا فلن نستطيع رعاية غيرنا.

العدد 1104 - 24/4/2024