سرطان الثَّدي… وأسبابه
إيناس ونوس:
يُعرَّف مرض سرطان الثَّدي على أنه أحد أنواع الأمراض السَّرطانية التي تظهر على أنسجة الثَّدي، ويعتبر من أكثر الحالات المرضية التي تخيف النِّساء لأنهن أكثر عرضةً للإصابة به من الرِّجال.
وكغيره من أنواع الأمراض السَّرطانية، فإنه يقسم إلى نوعين، أحدهما يدعى بالسَّرطان الحميد لأنه قابل للشِّفاء التَّام ونسبة الإصابة به تصل إلى 90 %، أما النَّوع الثَّاني فهو الأخطر ويُطلق عليه اسم السَّرطان الخبيث، ونسبة الشِّفاء منه تكاد تكون معدومة، ونسبة الإصابة به 15% حول العالم، والأهم أن العديد من الدِّراسات المختصَّة تشير إلى أن واحدة من ثماني نساء في العالم تُصاب بهذا المرض، وهي نسبة مرتفعة، ما دعا منظَّمة الصِّحة العالمية لاعتماد شهر تشرين الأول من كل عام شهراً عالمياً لزيادة التَّوعية بمخاطر هذا المرض وكيفية الكشف المبكِّر عنه وآليات علاجه.
وكما لكل مرض أسبابه الأكثر شيوعاً، فإن لانتشار هذا المرض أسباباً عدَّة أهمها:
- الجنس: فالنِّساء مُعرَّضات للإصابة به أكثر من الرِّجال.
- قلَّة الرِّضاعة الطَّبيعية أو انعدامها.
- قلَّة الإنجاب.
- زيادة تعرُّض الجسم للهرمونات كموانع الإنجاب، أو تلك التي تُعطى للمرأة مع بداية سن اليأس لإعادة انتظام الدَّورة الشَّهرية.
- العوامل الوراثية ووجود تاريخ لهذا المرض في العائلة.
- التَّدخين وتناول المشروبات الكحولية بشكلٍ مفرط.
- تناول الأطعمة غير الصِّحية المليئة بالدُّهون والزُّيوت الضَّارة.
- السُّمنة المُفرطة.
- الدَّورة الشَّهرية المُبكّرة قبل سن الثَّانية عشرة.
ومع تزايد الدِّراسات حول هذا المرض تبيَّن أنه أكثر انتشاراً في الدُّول المتقدِّمة منه في الدُّول النَّامية، فقد احتلت دول أوربا الغربية في إحدى الدِّراسات في عام 2017 المرتبة الأولى عالمياً، إذ وصلت إلى 95% بينما كانت دول شرق آسيا في المرتبة الأخيرة حيث بلغت النِّسبة فيها 18%.
أما في الدُّول التي تعيش حروباً وكوارث طبيعية أو إنسانية، فكانت النِّسب ضمن الحدود العالمية المتعارف عليها، إلاّ أن مريضات هذه الدُّول يعشن معاناةً من نوعٍ أخر مختلف كلياً بسبب الحرب، وهي تتجلَّى بندرة الأدوية إن لم يكن انعدامها، ما يُدخلها في دوَّامة الابتزاز المادي في غالب الأحيان، إضافةً إلى صعوبة الوصول إلى المستشفيات المتخصِّصة بالعلاج وقلَّة عدد الأطباء المختصين.
من الجدير بالذِّكر أن حملة التَّوعية خلال شهر كامل على مدار العام قد بدأت تعطي نتائج إيجابية من حيث اهتمام النِّساء بآليات الكشف المبكِّر عن هذا المرض، إلاّ أننا لا نزال نعاني من بعض الممارسات البيروقراطية التي تحول دون الوصول بالشَّكل الكامل إلى أهداف الحملة، فعلى سبيل المثال: بعد أن بدأ الإعلان عن العديد من المراكز والمستشفيات المشاركة في الحملة، ذهبت إلى أحدها وفجئت بأن الأمر ليس بالسُّهولة التي يُظهرها الإعلان، فقبل أن يبدأ الفحص، على المرأة أن تذهب إلى مركز آخر لتسجِّل اسمها كمشارِكة في الحملة، وهذا المركز يرسل الأسماء إلى المستشفيات ليجري توزيع المشاركات حسبما يرونه هناك مناسباً، بغض النَّظر عن مكان إقامة المرأة، ثم يجري الاتصال بها لفحصها! ولم يتوقف الأمر هنا، بل إن الحملة استثنت النِّساء اللواتي لم يبلغن سن الأربعين من العمر كما أفاد أحد مشافي دمشق! إضافة إلى أن رد بعضهم كان بأنهم ينتظرون عدداً لا بأس به من المشاركات، أما في حال عدم توافر العدد المطلوب فهم غير مضطرين لتشغيل الأجهزة المختصة بالفحص!
هذه الأمور والتعقيدات وغيرها ستجعل الكثيرات يعرضن عن المشاركة ويتركن أنفسهن دونما رقابة حتى يأتي ذاك اليوم الذي لا يرغب به أحد ولا يتمناه. فهلّا تجاوزنا بعض بيروقراطيتنا في مثل هذه المجالات والحملات؟