مبادرات شبابية للدعم الإنساني في مراكز الإيواء

أُطلق في بعض المحافظات السورية عدد من المبادرات الشبابية تضم متطوعين شباباً-ات للعمل ضمن لجان الإغاثة في مراكز الإيواء التي ضمت أعداداً كبيرة من المهجرين من بيوتهم، ليساهموا في دعم هذه الأسر نفسياً واجتماعياً. وقد انبثق عدد منها من الأمانة السورية للتنمية وأخذت تعمل بشكل حِرَفي ومدرّب. ومن هذه المبادرات مبادرة (كفو) التي تقدم الدعم اللوجستي والغذائي والدوائي والنفسي، لمجموعات الوافدين من وإلى محافظات دمشق وريفها، وقريباً محافظات المنطقة الجنوبية. ويقولون في التعريف عن أنفسهم إنهم أطلقوا المبادرة نتيجةً للتحديات التي تعيشها المجتمعات المحلية السورية في الآونة الأخيرة، لتنفيذ وتيسير مجموعة من عمليات الدعم الإنساني، وذلك بحسب الحاجة وتوفر الإمكانية.

وهي تركز على تقديم الدعم اللوجستي والغذائي والدوائي والنفسي، لمجموعات الوافدين من وإلى المحافظات المذكورة من جميع الأطياف، وذلك بالعمل مع مجموعة من الشركاء في القطاعات المدنية والحكومية والخاصة، وضمن العديد من مراكز الإيواء الموجودة، والتي افتتحتها مؤخراً فرق العمل والشركاء.

وتدعم فرق العمل هذه بموظفين ومتطوعين من وظائف الدعم الإداري واللوجستي والمعلوماتي والمالي. وتقوم المبادرة بالعمل على تجهيز وتفعيل مراكز الإيواء وتقديم الدعم الغذائي والدوائي الأساسي إلى الوافدين، المؤلف من الموارد التي تجمع من المتبرعين والمهتمين، وذلك باستخدام ما هو متاح من موارد بشرية ولوجستية.

ويحتضن المبادرة حالياً فريقُ المنطقة الجنوبية في الأمانة السورية للتنمية، التي تقدم الدعم اللوجستي للموظفين والمتطوعين، وتعمل على دعم المبادرة بمختلف الوسائل المتاحة.

وتعمل (الأمانة السورية للتنمية) في خمس مناطق رئيسية في سورية على دعم واحتضان المبادرات المجتمعية، وتشجيع المواطنة الفعالة وريادة الأعمال وثقافة التطوع، وبناء القدرات والمعرفة وتشاركها، وتعزيز الشراكات مع منظمات المجتمع المدني والأفراد لمناصرة القضايا التنموية، وتوسيع مساحة المجتمع المدني ودوره في التخطيط وصناعة القرار.

كما تعمل الأمانة مع أوسع شريحة ممكنة من المجتمع إذ تشجع شركاءها من القطاع الخاص والمنظمات التنموية والمنظمات الدولية وجهات حكومية والمجتمعات المحلية على امتلاك برامج الأمانة بتحديد نشاطاتها وصياغة خططها وتنفيذها.

 وأطلقت الأمانة السورية للتنمية مبادرة (بتحب البلد… دفِّي ولد) بالتعاون مع مبادرة (لمسة دفا) في بازار (الأم بتلم) بدار الأوبرا في دمشق يوم السبت 16 آذار 2013. وساهمت مبادرة (لبلدي) بتنظيم هذه الفعالية الاجتماعية الإنسانية. ويُذكر أن هذه الفعالية تمثل نقطة انطلاق لبرنامج (صندوق أم الشهيد)، وهو صندوق دائم الأمد يشارك فيه طلاب المدارس والمجتمع الأهلي بكل شرائحه.

وتتضمن المبادرة تخصيص عشرة متطوعين كـ (أبناء) لكل أم من أمهات الشهداء، ويهتم هؤلاء المتطوعون بأمهم من حيث تقديم الرعاية الإنسانية والمعنوية والمساعدة المادية، وكذلك الرعاية الطبية، عبر برنامج تأمين صحي مخصص لأمهات الشهداء.

ولم يقتصر عمل الأمانة السورية للتنمية مع بعض شركائها ضمن مراكز الإيواء على تقديم الدعم اللوجستي والغذائي للمراكز التي تحتضن العائلات المتضررة، وإنما قد خطا خطوة أبعد من ذلك في بعض المراكز التي تتمتع بنوع من الاستقرار الإداري واللوجستي، وذلك بالتنسيق والتنظيم لأنشطة اجتماعية تستهدف العائلات المتضررة وتلبي احتياجاتها النفسية والاجتماعية والصحية، وذلك بالاعتماد على ما يمتلكه المجتمع المحلي من كوادر بشرية من جهة والبناء على خبرات الجمعيات الأهلية المهتمة بهذا المجال من جهة ثانية.

وقد تجلى ذلك في ثلاثة محاور:

محاولة دمج العائلات المتضررة بالحياة الطبيعية ضمن مراكز الإيواء، وتحويلهم تدريجياً من أشخاص مستقبِلين للخدمة إلى مجموعات عمل تشارك في تقديم الخدمة ضمن المراكز.

تدريب متطوعي المجتمع المحلي على تقديم الدعم اللوجستي والإداري لمراكز الإيواء، إضافة إلى تزويد الجمعيات الأهلية التي تولت مهمة الإشراف على عدد من مراكز الإيواء بمجموعة من الاقتراحات الهادفة إلى تحسين مستوى المراكز.

التمهيد لتقديم مجموعة من الأنشطة التفاعلية الاجتماعية ضمن المراكز بهدف الدعم النفسي الاجتماعي للعائلات والأطفال وتحقيق نوع من التواصل الإيجابي بين قاطني المركز، إضافة إلى نشر التوعية الاجتماعية والصحية بينهم، وتحفيز الأطفال على متابعة التعليم، وذلك بالشراكة مع المجتمع المحلي والجمعيات الأهلية.

ومن المبادرات الأخرى التي أقيمت بشكل مستقل مبادرة (ابتسامات سوريّة)، وفيها شاركت مجموعة من أطباء الأسنان مع الأمانة السورية في مراكز الإيواء بمشروع يهدف إلى إجراء كشف عن الصحة الفموية والأسنان للأطفال المقيمين في المراكز. وفي المرحلة الأولى أجرى الفريق الطبي فحصاً مبدئياً على أسنان الأطفال المقيمين في المراكز، ليبدأ العلاج في مرحلة لاحقة بمستشفى طب الأسنان التابع لجامعة دمشق. فمشروع (ابتسامات سورية) هي مبادرة أطلقها طلاب كلية طب الأسنان في جامعة دمشق لربط الكلية بالمجتمع. وكانت البداية مع ذوي الاحتياجات الخاصة، قبل أن تتوسع لتشمل اليوم شرائح أوسع من المجتمع، منها الأطفال في مراكز الإقامة المؤقتة.

وبكل تأكيد هنالك الكثير من المبادرات التي تستحق الحديث عنها، ونأمل الوصول إليها جميعها للتعريف بها وبجهود القائمين والعاملين.

العدد 1107 - 22/5/2024