سوا بالعيد.. ننتظر الفرج

كثيراً ما نتناول الأحاديث نفسها في جلساتنا مع أصدقائنا أو معارفنا الذين فرقتنا عنهم الأزمة، ويكون سؤالنا الوحيد (متى سنعود إلى المنزل؟ هل ستطول إقامتنا هنا؟)، ثم نترك هذا السؤال دون إجابة ونختم: (الله يفرّج)! لكن الآن بات حديثنا المتداول هو عن ساعات تقنين الكهربا عندنا وعندهم، وأسعار المواد الغذائية والحاجيات عندنا وعندهم، إذ تختلف الأسعار من منطقة وأخرى، كل بحسب تجار السوق الذين باتت تجارتهم رفع الأسعار وزج الناس في سجن الغلاء الذي اصطنعوه هم، لينهوا كل ما يمكن أن يدخره الفرد من دخله الشهري، في شراء الحاجيات التي لا تنتهي.. ويتوقف الحديث عند: (الله يفرّج)!

أجل، أصبح المواطن يعيش في حالة من عدم الاستقرار بالنسبة لدخله المحدود أمام هذا الارتفاع الجنوني في أسعار المواد كافة، والتي لا يمكن الاستغناء عنها، فهو لا يجد أي جواب مقنع لاستفساراته الدائمة عن سبب الغلاء، إلى أن يقول له أحد البائعين المستهزئين: لقد ارتفع الدولار.. فيقول لسان حاله: نحن بالليرة ما بالنا بالدولار!

هذا إن تحدثنا عن أصحاب الدخل المحدود، لكن ماذا عن الذين لا دخل شهرياً لهم، ترى ما هو حالهم وسط الغلاء في أسعار الملابس والأطعمة والمشروبات والمنظفات.. إلخ في أيام الأعياد وباقي أيام السنة؟؟

 هذا السؤال كانت إجابته عند الجمعيات الخيرية التي تعنى بهذا الأمر، فمن خلال الإحصائيات لبعض الجمعيات الخيرية المعروفة في دمشق، وزعت إحدى هذه الجمعيات تسعمئة قطعة ثياب خاصة بالأطفال، الى جانب قسائم الشراء المخصصة للأهل، هذا عدا باقي الجمعيات التي ساهمت كل منها بمساهمة معينة للمهجرين.. وهذه المساهمات قدمت الفرح للأطفال والعائلات المحتاجة، فالعيد خُلق لفرح الأطفال لا لحزنهم وألمهم، فشكراً لكل من ساهم في رسم الفرح على الوجوه، فنحن كلنا يد واحدة، فتاريخنا نحن السوريين يجعلنا باقين مرفوعي الرأس، فمن عندنا نحن السوريين خُلق الحرف والنغم، ووضع المحراث الأول للبشرية، وعلينا دوماً العودة إلى التاريخ لنستمد منه القوة والمحبة والتفاؤل، وهذا لن يحدث دون العمل الحقيقي، لذلك نحيّي كل من مد يده لطفل فأسعده، فهو الذي سيحيي سورية من جديد.

العدد 1105 - 01/5/2024