انسحاب تكتيكي آخر.. ماذا بعد؟!

سيطر الجيش العربي السوري موخراً على مدينة عدرا العمالية خلال ثلاثة أيام، وطرد المسلحين خارجها، امتلأت صفحات المعارضة المسلحة على مواقع التواصل باتهامات متبادلة، خاصة (النصرة) و(جيش الإسلام)، تبعها هروب وانسحابات من أماكن القتال، عللت القيادة العامة للمسلحين في الغوطة الانسحاب في بيانها بأن (المجاهدين أنهوا ببراعة شديدة خططهم في المدينة، وأتى انسحابهم بادرة طيبة منهم لتسهيل عودة الأهالي) (كذا)!

هكذا، بكل صفاقة ووقاحة..

إذاً لِمَ دخلتم؟ ولِمَ لم تخرجوا إلا تحت ضربات الجيش؟ ماذا ينتظر المجرم زهران علوش بعد؟! إنه يرى بأم عينيه كيف تنهار إمارته الوهابية الداعشية قضماً، كل يوم، بفضل سواعد الجيش العربي السوري.. هو بحالة هستيريا مفزعة.. أنصاره يُقتلون يوماً بعد يوم، ولا يكاد ينتهي من ترتيب أموره في الغوطة الشرقية، حتى يتنطح له آخرون، هو نصب نفسه قائد الغوطة.. ولا ندري من انتخبه، وتقاسم إمارة الغوطة مع عصابة الإخوان المسلمين، وهو يقوم بقتل كل من يناوئه، دون أي رادع أخلاقي أو ديني، بل يكذب. قام بخطف رزان زيتونة ورفاقها الموجودين ضمن إمارته منذ أكثر من عشرة أشهر، وعندما سئل عنهم قال: (بيحصل خير)! قتل الدكتور عدنان وهبي في عيادته، وقتل أيضاً الناشط السلمي محمد فليطاني أمام منزله.

قتلَ زعيم لواء أسود الغوطة، ثم صفّى ابنه، على خلفيات تقاسم الأرزاق والغنائم.. يعيش أهالي الغوطة الشرقية تحت نيران سطوته وبطشه، كل ما بحوزته سرقات ونهب من مستودعات الدولة والقطاع الخاص، حتى أدوية تاميكو سرقها وألصق اسم لوائه عليها، وهو عميل سعودي بامتياز.

أرعبت سطوته وجبروته سكان الغوطة.. فالاغتيال أسلوبه المفضل، ولم يسمح للعديد من مدن الغوطة بإجراء المصالحات، وقتل بعض الرموز الوطنية الذين عملوا في هذا المجال.. يزداد عنفاً يوماً بعد يوم.. لقد آن الأوان للأهالي أن يسعوا لاستعادة أولادهم من الفصائل المسلحة، وأن يضغطوا باتجاه المصالحة، فهذه الفصائل تجبر أبناءهم ودون موافقاتهم  على القتال، وترسلهم إلى الموت تحت مسمى (الجهاد) وبفتاوى جهادية، ثار سكان دوما أكثر من مرة ضد هذه العصابات المسلحة وأطلق النار عليهم.

شارفتم على النهاية، ومصيركم أصبح معروفاً.. فهل ستعتذرون لسكان الغوطة، ولأهالي مدنكم وقراكم، لما سببتموه من دمار وقتل وتشريد، ومادام انسحاب عدرا (من أجل عودة الأهالي)؟ إذاً، انسحبوا من دوما التي هجرها أكثر من نصف مليون نسمة.. ألم تدركوا أن دمشق عمرها عشرة آلاف عام، وأنها لا تهضم البعوض بل تلفظه؟

ستعود الغوطة.. وسيفوح ياسمين دمشق على غوطتها، وستلف الغوطة دمشق بحزامها الأخضر الجميل، وستعود الأيام الجميلة، وسيبقى الشعب السوري بكل فئاته، شعب الاعتدال والتسامح..

العدد 1105 - 01/5/2024