الذكرى التاسعة والستون لتأسيس حزب العمل الكوري

تأسس حزب العمل الكوري في العاشر من تشرين الأول عام 1945 بعد مضي أقل من شهرين على تحرر كوريا (15 آب 1945) من الاحتلال العسكري الياباني (1905-1945).

ما إن أبصر الحزب (النور)، حتى طرح مهمته العاجلة للقيام بالثورة الديمقراطية المناهضة للإمبريالية والإقطاعية، وقاد الشعب إلى بناء المجتمع الجديد.. ففي العام التالي من تحرر البلاد، حرص على تنفيذ كل الإصلاحات الديمقراطية مثل الإصلاح الزراعي، وتأمين الصناعات الرئيسية، والمساواة بين الجنسين. كما قام بتقوية الجيش الثوري الشعبي الكوري، الذي حرر كوريا بخوضه حرب العصابات الممتدة إلى 20 سنة ضد الإمبرياليين اليابانيين، وتطويره إلى الجيش الشعبي الكوري، بصفته قوات مسلحة نظامية، وعني بتأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (9 أيلول 1948)، وهي أول دولة ديمقراطية شعبية في الشرق.. إن صورة كوريا التي كانت مجتمعاً مستعمراً متخلفاً شبه إقطاعي تغيرت من أساسها لمدة قصيرة من الزمن بعد التحرر.

ولكن الحرب الكورية (1950-1953) التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية، وضعت عقبات خطيرة أمام تقدم حزب العمل الكوري، حاولت الولايات المتحدة وقوى 15 دولة تدور في فلكها خنق هذه الجمهورية الفتية في مهدها. دعا حزب العمل الكوري جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب إلى الحرب العادلة من أجل الدفاع عن حرية الوطن واستقلاله، فدافعوا عن سيادة الدولة وكرامتها بشرف، بعد أن ألحقوا بالولايات المتحدة التي كانت تتبجح بأنها (أقوى) دولة في العالم، أول هزيمة في تاريخها.

وبعد الحرب، استنهض الحزب جميع أبناء الشعب وقادهم إلى النضال من أجل إعادة التعمير والبناء، وكذلك من أجل إرساء أسس الاشتراكية.

وطرح الحزب الخط الرئيسي لبناء الاقتصاد، الذي يتمثل في إعطاء الأولوية لتطوير الصناعة الثقيلة، مع تطوير الصناعة الخفيفة والزراعة في آن واحد، وقاد النضال لتنفيذه، وبقيادة حزب العمل الكوري، حققت كوريا بنجاح التعاون الزراعي وتحويل الصناعة الحرفية الفردية والتجارة والصناعة الرأسماليتين، إلى النهج الاشتراكي، لمدة قصيرة من الزمن، حتى أقيم النظام الاشتراكي تماماً في آب عام ،1958 وحوّل حزب العمل هذا البلد إلى دولة صناعية اشتراكية في مدة 14 سنة فقط، بإحداث نهضة ثورية كبرى تشمل الشعب كله.

وفتح في كوريا عهد الازدهار الكبير في كل ميادين السياسة والاقتصاد والثقافة وغيرها. ففي عام1974 ألغي نظام الضرائب تماماً، حتى صارت كوريا أول بلد خال من الضرائب في العالم.. ومنذ عام 1975 بدأ تطبيق نظام التعليم الإلزامي المجاني العام لإحدى عشرة سنة من كل النواحي، على أعلى المستويات في العالم.

لكن حزب العمل الكوري فوجئ في تموز 1994بوفاة مؤسسه الرئيس كيم إيل سونغ، الذي قاده طوال ما يقرب من خمسين سنة.. ومما يزيد الطين بلة أن كوريا تعرضت للكوارث الطبيعية المتكررة التي لم يكن مثيل لها، كان كل ذلك محناً قاسية لم يرها هذا الحزب من قبل.

لكن حزب العمل اتحد بمزيد من القوة حول القائد كيم جونغ إيل، وانتهج سياسة سونكون (إعطاء الأولوية للشؤون العسكرية) من كل النواحي، لاستنهاض أبناء الشعب الكوري إلى معركة الدفاع عن الاشتراكية، وبذلك دافع الشعب الكوري عن الاشتراكية، ووضع حتى لوحة الوثب إلى بناء الدولة القوية المزدهرة الكبرى، تحت قيادة الحزب، في تلك الظروف الأكثر قسوة. وفي آب عام 1998 نجحت كوريا في إطلاق القمر الصناعي (كوانغميونغسونغ رقم 1) بصنعها المحلي مئة بالمئة، مما أدهش العالم، كان ذلك أشبه بإعلان جبار يؤذن ببداية بناء الدولة الاشتراكية القوية المزدهرة الكبرى.

 

القائد العظيم للحزب الأم

يسمى أبناء الشعب الكوري حزب العمل الكوري الذي يستقبل الذكرى التاسعة والستين لتأسيسه في اليوم العاشر من تشرين الأول لهذا العام.. القائد العظيم له الأمين الأول كيم جونغ وون.

هنا جزء من الكلمة التي ألقاها القائد كيم جونغ وون في العرض العسكري للاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد الرئيس كيم إيل سونغ، الجاري عقب انتخابه أميناً أولاً لحزب العمل الكوري (11/4/2012):

(عزم حزبنا وتصميمه الأكيد هو عدم إجبار شعبنا، أفضل شعب في العالم، الذي يدعم الحزب بإخلاص، متغلباً على كل المحن، على شد أحزمتهم مرة أخرى على البطون، بل جعلهم يتمتعون بنعم الاشتراكية وترفها بملء رغبتهم).

يمثل حب القائد للشعب نقطة انطلاق لجميع تفكيراته نشاطاته، وأعلى مبدأ وأسمى هدف لسياسته.

يوصي القائد الكوادر بأن يضمنوا مصالح الشعب أولاً وقبل كل شيء وبصورة مطلقة، ويركضوا حتى تبلى أحذيتهم من أجله.. وهذا مطلب مفروض عليه أيضاً.. مثال دامغ على ذلك هو توجيهاته الميدانية التي قام بها لبناء منتزه رونغرا الشعبي الذي أكمل في شهر تموز الماضي. زار القائد موقع بنائه ثلاث مرات في مدة تزيد عن الشهرين قليلاً، وأعطى تعليماته المفصلة لبنائه منتزهاً جامعاً بالدرجة الأولى في العالم. زاره قبل تدشينه بيوم واحد، وتجول في أنحائه، مثل ساحة الجوف المصغرة، والملاهي المائية، وقاعة الدلفين واحدة وواحدة، وأعار اهتماماً دقيقاً حتى لا تشهد فيها أتفه نواقص، بعد أن حضر حفل تدشينه، عبّر عن ارتياحه الكبير لبنائه بروعة، بوصفه مكاناً للاستراحة الثقافية للشعب، وهو يسمع ضحكات الشعب من كل حدب وصوب من المنتزه.

إن حزب العمل الكوري الذي يتمتع بقيادة أمينه الأول كيم جونغ وون، سيشرف النصر خالداً وهو يحظى بالتأييد والثقة المطلقة من الشعب، باعتباره حزباً أماً.

العدد 1105 - 01/5/2024