رد على «مياه بئر ذكير»

إلى جريدة (النور)!

إشارة إلى ما نشر في صحيفتكم التي نتابعها ونحترمها ونتفاعل معها باستمرار، والتي عودتنا على الموضوعية والمنهجية والمهنية في الطرح والرؤية والتحليل والاستقراء، لأنها لسان حال حزب عريق له لدينا كل الاحترام والتقدير، ونعتبرها تمثل وتعبر عن رؤية ووجهة نظر شريحة واسعة من أطياف المجتمع السوري بشكل عام، والعديد من الأصدقاء الشخصيين بشكل خاص، نود أن نوضح لكم مايلي حول ما نشره بعض الصحفيين عن مياه بئر قرية ذكير، في العدد رقم 626 الصادر يوم الأربعاء 14/5/2014.

نشير أن كل ما ورد في مقالة الصحفي المذكور بعيد عن الموضوعية والمهنية، فقد قابلت هذا الصحفي في مكتبي وشرحت له الوضع بالتفصيل وقلت له: إن مياه بئر قرية ذكير- حسب المواصفة القياسية السورية رقم 45 لعام 2007 الخاصة بمياه الشرب- يمكن استخدامها لمياه الشرب في حالات الطوارئ ولفترات طويلة وليس بشكل دائم، لاحتوائها على نسبة ناقلية عالية نسبياً، رغم أن هذه النسبة أصغر من الحد الأعلى المسموح به وفق المواصفة السورية المذكورة، وأحضرت تقرير دائرة التحليل والتعقيم لمياه البئر وقرأته للصحفي المذكور وشاهده بأم عينه، وحاولت قدر الإمكان أن أشرح له معنى الأرقام الواردة فيه ومدلولاتها، لكني شعرت أن لديه قناعة مسبقة لا يريد تغييرها، وأن أرقام التقرير ونتائجه لا تعنيه بقدر ما يعنيه (السبق الصحفي) الذي سيحققه من اكتشاف التلوث الموهوم في بئر ذكير.

وعليه: أن يُنصّب الصحفي المذكور نفسه خبيراً كيميائياً لا يشق له غبار في شؤون تلوث المياه والبيئة، وأن يحلم بسبق صحفي على غرار (ويكيليكس) فذلك شأنه، أما أن يستبيح تعب الناس وجهدهم ويكيل الاتهامات لهم شمالاً ويميناً، ويتهمهم بالتقصير والبيروقراطية ويتناولهم شخصياً ويثير الخوف والبلبلة بين الناس من خلال الإيحاء بتلوث المياه، فذلك خط أحمر لن نسمح لأنفسنا بالسكوت عليه وتجاهله، فضلاً عن أن نسمح له بذلك.

وعلى كل حال أود أن أوضح لإدارة الصحيفة ما لم يستطع أو يشاء الصحفي المذكور أن يفهمه: كل أهل ذكير يعرفون كم طالبوني بتشغيل البئر دون إصلاح محطة التحلية المقامة على البئر، لكنني دائماً كنت أرفض، وكانت المؤسسة تؤمن المياه للقرية بواسطة الصهاريج، وعندما تم العثور على الشركة التي نفذت المحطة، وهي الوحيدة القادرة والمتخصصة بإجراء عملية الصيانة لمحطة التحلية، وعندما أخذت منها وعداً قاطعاً بأنها ستقوم بالإصلاح خلال هذا الشهر، تمت الموافقة على السماح باستثمار مياه البئر قبل صيانة المحطة، لأن فترة الإًصلاح لن تطول أكثر من شهر واحد، ويمكن السماح لها كحالة طوارئ تسمح بها المواصفة القياسية السورية بشكل مؤقت دون أن يكون لها أية مضاعفات على الصحة العامة.

يرجى الاطلاع والنشر، مع الشكر.

المدير العام

للمؤسسة العامة لمياه الشرب

والصرف الصحي في محافظة السويداء

المهندس بسام أبو علوان

العدد 1107 - 22/5/2024