التطوّع.. جهود كبيرة تتطلب قناعةً ودعماً

يضم المجتمع المدني ثلةً من الأوجه والنشاطات المختلفة والمتنوعة والتي تساهم في تطوير أفراد المجتمع على تنوعهم، وتوعيتهم لمختلف أمورهم الحياتية وتطوير شخصياتهم، ومعظم هذه النشاطات إن لم يكن جميعها يعتمد على العمل التطوعي غير المأجور، النابع من القناعة التامة بأهمية العمل والسعي للتغيير والتنوير.

شاع العمل التطوعي في بلادنا منذ فترة طويلة، وازداد انتشاراً في ظل الحرب الدائرة منذ سنواتٍ سبع، نظراً لقدرته على التنظيم وتقديم المساعدة الاجتماعية والتربوية والتعليمية وغيرها من المجالات الأخرى، لكني أود الحديث هنا عن أحد هذه الجوانب نظراً لملامستها صلب عملي اليومي.

لقد تنوعت وتعددت النشاطات التطوعية التي تُعنى بشؤون الطفل في مدراسنا، لاسيما الابتدائية منها، لأن الأطفال في هذه المرحلة العمرية من أكثر المتضررين مما هو حاصلٌ حالياً، فعلى مدار العام الدراسي لا تتوقف تلك النشاطات سواء على الصعيد الترفيهي أو التعليمي أو من خلال مساعدة الكوادر التدريسية على اكتساب طرق تعليم تتناسب والمرحلة الحالية، وحسبما وجدنا على أرض الواقع، فإن القائمين على هذه الأنشطة يبذلون قصارى جهدهم لتأدية ما يعتبرونه واجبهم الأخلاقي والإنساني غير منتظرين تقديراً ولا شكراً، بل كل ما يحتاجونه أو يطلبونه من الهيئات الإدارية والتدريسية في المدارس هو المساعدة في أمور تنظيم العمل، أما من الهيئات الأعلى فهم ينشدون العون وتقديم التسهيلات لتطوير العمل وصولاً إلى الهدف المنشود.

أؤكد أن القائمين على مثل هذه المجالات والأنشطة يبذلون كل ما بوسعهم في المرحلة الحالية، لكن ليكتمل العمل ويؤدي الغرض المطلوب منه، يحتاجون بالدرجة الأولى لاقتناع الجهات الحكومية بأهمية كل ما يجري العمل عليه، ومن ثم الدعم الكامل وعلى مختلف الصعد حتى تكتمل الصورة، وبالتالي لا تصبح جهود اليوم بمثابة لحظة آنية سوف تذروها الرياح بعد حين.

 

العدد 1107 - 22/5/2024