سورية العطور

تمتاز وتشتهر سورية بورودها وأزهارها، فلطالما كان السوريون، وخاصة الدمشقيين، من أهم رواد صناعة العطور بما حباهم الله من أرض معطاءة ومعروفة بالتجارة، فأحضروا من البلاد الأخرى ما احتاجوه من نباتات وأعواد وأوراق عطرية، أضافوها إلى ما عندهم ثم أعادوا نشر عطورهم الخاصة بهم، فكان لهم وسمة خاصة لا تضاهى ولا تنسى، إلا أنه مع مرور الأزمان قلّ الاهتمام بهذه الصناعة، فاشتهر بها الأوربيون وطوروها وصنعوها وأرفقوها بأسمائهم ونسبوها لأنفسهم بعد أن تعلموها من أجدادنا.

ومما تشتهر به سورية من ورود وأزهار: الياسمين والورد الجوري والفل والنرجس، وسنتحدث قليلاً في محطتنا هذه عن النرجس والياسمين.

زهرة النرجس

هي نبتة لها عدة أصناف وأنواع، أشهرها الأصفر والأبيض.

النرجس الأصفر: ورقه كورق الزعفران، وساقه تعلو نحو شبر ملساء خضراء، ذكره الشعراء ومدحوه وشبّهوا العيون الفواتر به، لانكساره وميله.

النرجس الأبيض: ورقه كأطراف الحلقة يمتد على الأرض، وله ساق خضراء في أعلاها زهر أبيض، له رائحة قوية يظهر بالشتاء بعد نزول المطر.

أصل كلمة نرجس يعود إلى قصة يونانية قديمة أن فتاة هامت بحب فتى يدعى نرجس، كان الفتى معجباً بنفسه، يشعر بالسرور كلما رأى وجهه معكوساً على سطح الماء، ماتت الفتاة بسبب غرور نرجس وعدم اكتراثه بحبها، ولكن الآلهة لم تترك الفتى دون عقاب. وفي أحد الأيام وهو يتأمل صورته المعكوسة في ماء البحيرة سقط فيها، فغرق، فمات، وفي المكان الذي مات فيه نمت زهرة النرجس

يزرع النرجس في حوض المتوسط، وتعتبر سورية من البلدان المعروفة به، تجده في البيوت القديمة والبساتين، وأحواض الورود المتنوعة.

الياسمين الدمشقي

تحمل هذه الزهرة قيمة معنوية غالية للسوريين، وقد تحولت إلى رمز دمشقي بعدما ارتبطت بتاريخ دمشق، وانتشرت في بساتين غوطتها وعلى شرفات منازلها وقرب جدران بيوتها، وما زالت تشكل أحد مميزات البيت الدمشقي ما دامت رائحتها توفر أجواء الراحة وتضفي على الجلسات جمالية خاصة.

الياسمين شجرة صغيرة تنتمي إلى الفصيلة الزيتونية، يصل طولها إلى أمتار عدة، اشتقّ الاسم من لفظة (آسمين) الفرعونية، ثم حرِّفت الكلمة إلى ياسمين.

تشكل زهور الياسمين مادة أساسية في صناعة العطور المشهورة، ويعتبر زيت الياسمين من الزيوت العطرية المرتفعة الثمن، كما استخدمت في معالجة بعض الأمراض وفي غايات تجميلية.

العدد 1105 - 01/5/2024