كي لا ننسى….عبد الله إبراهيم مناضل فلاحي وهب حياته لقضية العدالة

عبد الله ابراهيم…ولد عام 1931 في بلدة الكفرون، وكان والداه فلاحين فقيرين، يكدحان لكي يؤمنا القوت لعائلة كبيرة، وبالطبع لم يستطع نتيجة وضع أسرته المادية الضعيف، وهو الذي يملك طموحاً، أن يحصل سوى على شهادة الكفاءة، وخلال فترة طويلة من الزمن تعرف على الحزب الشيوعي، بتأثير الأجواء التي كانت سائدة في بلدته، ووجد نفسه منذ عام 1948 ينخرط تدريجياً في النضال مع الحزب ملبياً جميع مهامه..

شارك في جميع المظاهرات الاحتجاجية التي كان ينظمها الحزب، وفي حملة السلام العالمية من أجل تحريم القنابل النووية عام 1951 واعتقل نتيجة ذلك، وتنقّل في العمل الحزبي وخاض النضال دون هوادة من أجل الحريات السياسية والفكرية، بيد أن المسألة الفلاحية كانت تشغل باله باستمرار، ولم يألُ جهداً في النضال من أجل حل المسألة الزراعية بصورة عادلة في البلاد أثناء الوحدة السورية المصرية، قام مع رفاق آخرين بإعادة بناء منظمة الحزب في طرطوس، ونقل المناشير، معرضاً نفسه باستمرار لخطر الاعتقال والسجن، وقد حصل ذلك، وسيق المناضل عبد الله إلى سجن اللاذقية وعذب كثيراً، وفقد سمعه تقريباً نتيجة الضرب، ونقل بعد ذلك إلى دمشق لينال هناك ما يكفي على أيدي رجال المباحث، إن هذا المناضل الذي وهب حياته لقضية العدالة، كان على التصاق عميق بالفلاحين، وكان يشعر بمعاناتهم، وهو نفسه عاد إلى الأرض للعمل فيها، بعد أن انفصل عنها لفترة مديدة بحكم مهامه الحزبية وتنقله من مدينة إلى مدينة.

كان الشيوعي عبد الله إبراهيم يحوز على احترام الفلاحين الفقراء في بلدته وفي البلدات المجاورة، وقد عرفته قرى وبلدات طرطوس مناضلاً شجاعاً لا يعرف الكلل من أجل مصالح الكادحين الفقراء، بيد أن الانقسامات التي تعرض لها الحزب، والتشرذم الذي عاشه لاحقاً، دفعه للابتعاد تنظيمياً عنه، ويدخل في عالم الظل، إلا أن إيمانه ظل راسخاً بالقضية التي ناضل من أجلها هو والكثير غيره، لم يفقد ثقته مطلقاً، بأن عهداً جديداً سيأتي وأن أناساً آخرين سيحلون مكان أولئك الذين بنوا اللبنات الأولى في مسيرة الحزب التي لن تنتهي.

العدد 1107 - 22/5/2024