السيد وزير النقل : نقل المواطنين من طرطوس وإليها أهم من الأوتستراد

 يكاد لا يمر يوم على المواطن في طرطوس أثناء التنقّل سواء داخل المدينة أو إلى مناطقها وريفها، أو العكس إلا ويتعرّض لأبشع حالات الاستغلال والابتزاز دون أي رادع أخلاقي من السائقين أو من الشرطة الذين يرفعون شعار أنهم في خدمة الشعب.

واقع النقل البشع الذي تحدثنا عنه طويلاً في جريدة (النور) لم يجد الحل السليم، وكانت كل الإجراءات التي اتخذتها الجهات المعنية بمثابة إبرة مخدّر لم تدم أكثر من أسبوع.

 

تجاوز في التعرفة وعدد الركاب

جريدة (النور) كعادتها كانت حاضرة لأكثر من يوم في أكثر من مركز انطلاق، سواء في كراجات طرطوس أو في الدريكيش أو صافيتا أو الشبخ بدر، والتقت عدداً من المواطنين الذين عبّروا عن سخطهم وغضبهم مما يتعرضون له يومياً:

محمود (من صافيتا، طالب جامعي) تحدث بكثير من الأسى عن الواقع الذي بات يقض مضجعهم، فمن غير المنطقي أن يدفع يومياً حوالي 700 ليرة لينتقل من صافيتا إلى طرطوس وفي حال وجد مقعداً في السرفيس يكون هو الراكب الرابع في المقعد.

ويضيف محمود بأنه يشاهد في كل يوم عشرات الحالات التي لاترضي أحداً، فالرجل العجوز أو المرأة الحامل أو حتى الطالبة لن تتمكن من الحصول على مقعد بسبب عمليات الطحش والدفش من قبل الشباب.
فهل من المعقول استمرار الوضع على ماهو عليه، وإذا حسبناها من الناحية المادية فهل من المقبول أن يدفع الطالب شهرياً أكثر من 15 ألف ليرة سورية أجور نقل؟! كيف سيتدبر رب العائلة وضع عائلته؟ وهل سيكفي الراتب الهزيل لحاجيات طالب جامعي فقط؟!.

السيدة هدى (من الدريكيش) لم تتمكن من الحصول على مقعد في السرفيس المنطلق من الدريكيش إلى طرطوس لأن السائق أصرّ على تقاضي 300 ليرة بذريعة أنه يعمل على خط غير خطه،
إضافة إلى وضع أربعة ركاب في كل مقعد ولأنني- تضيف- لا أملك أجر الذهاب والعودة بواسطة تكسي (يقوم مراقب الخط والشرطي بتطبيق الركاب لها مقابل 400 ليرة) فإنني انتظرت لأكثر من ساعة دون أن أتمكن من السفر.

السيد عيسى تحدث عن قيام عدد من سائقي السرافيس بتعبئة المازوت من كراج الانطلاق والعودة إلى منازلهم لبيعها، إذ يصل ثمن البيدون سعة 20 لتر إلى 6500 ليرة سورية، وإذا حسبناها فالسائق يومياً يحصل على حوالي 5000 ليرة ربح مازوت دون إزعاج آليته ودون وجع رأس من الركاب.

المواطن ميشيل (من مشتى الحلو) تساءل عن مصدر كميات المازوت والبنزين المنتشرة على الطريق من صافيتا إلى المشتى والكفرون وحتى على طريق عام طرطوس حمص، متسائلاً عن دور التموين في كبح هذه الظاهرة ومخالفة الكازيات التي تبيع هؤلاء.

باصات نقل داخلي

العام الماضي وبعد أن أطلقنا الصوت عالياً في وجه المعنيين بالمحافظة فيما يتعلق بموضوع النقل كان القرار بتسيير باصين للنقل الداخلي صباحاً وباصين أثناء انتهاء الدوام، وكان لهذا القرار أثر إيجابي خفّف من الازدحام، ولكن هذا لم يدم طويلاً ولا نعلم ماهو السبب.

قائد الشرطة.. مشغول

حاولنا التواصل مع قائد الشرطة الجديد بطرطوس، ولكنه دائماً مشغول إما في اجتماع وإما خارج المكتب، ولم نتمكن من الاتصال به عبر الهاتف لأنه لايرد على هاتف المكتب ويتكفل مدير مكتبه بالرد ليقول لنا بأنه في اجتماع أو خارج المكتب،
ولا نعلم كيف يمكن للمواطن العادي أن يتواصل مع قائد شرطة طرطوس إذا كنا كصحفيين غير قادرين على إيصال صوتنا ومطالبنا إليه.

شكاوى السائقين

عدد من السائقين الذين التقيناهم تحدثوا عن شراء المازوت بأسعار مرتفعة من السوق السودا، لأن ما يوزَّع عليهم لايكفي، فيجدون أنفسهم مضطرين لتحميل عدد زائد من الركاب وتقاضي زيادة على التسعيرة.
وعندما سألناهم عن مخالفتهم للقانون بهذه الحالة أكدوا أن هذا الموضوع محلول بعد تقديم (ثمن فنجان قهوة) للشرطة.

أحد الطلاب الذين التقيناهم بالدريكيش قال إنه دفع 3500 ليرة أجرة تكسي (طلب) من الدريكيش إلى طرطوس كي لايتأخر عن آخر مادة بالامتحان، واختتم حديثه بأن لا أحد سيستمع ولا أحد يهتم لمعاناة المواطن مادام كل شخص يصل إليه (المعلوم).

أسوة بطريق قريتكم

ماشهدته الطريق الرئيسية من الدريكيش إلى قطاع بلدية فجليت مع تفرعاته من توسيع وتزفيت، نتمنى أن تتكرموا ياسعادة الوزير وتقوموا برصد ميزانيات لباقي البلديات لتتمكن من إجراء عمليات الإكساء بالأسفلت والقيام بعمليات الترقيع لمواقع مخرّبة كما هو الحال على طريق دريكيش دوير رسلان، أو على طريق كراج الدريكيش قرب مغسل اليعرب.

 

أخيراً

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي نتحدث فيها عن معاناة المواطن أثناء التنقل من طرطوس وإليها فهل سنشهد معالجة حقيقية لجملة من المشاكل التي هي أهم من توسيع طريق طرطوس الدريكيش، ياسعادة الوزير؟!

العدد 1105 - 01/5/2024