مؤتمر حلب المنطقي محطة هامة في حياة المنظمة

 بناء على قرار المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد، الصادر بتاريخ 9/12/2017 الذي قرر عقد مؤتمر لانتخاب لجنة منطقية لمنظمة حلب خلال النصف الأول من شهر ك2/ 2018 ، عقدت اللجنة المنطقية للمنظمة مؤتمرها المنطقي الانتخابي يوم الجمعة المصادف 12/1/2018 في جو من الانضباط والالتزام الحزبي العالي، وذلك بوجود الرفيق حنين نمر (الأمين العام للحزب)، والرفيق نبيه جلاحج (رئيس هيئة رئاسة اللجنة المركزية)، والرفيق عبد الله الأحمد الصالح (رئيس لجنة الرقابة والتفتيش الحزبية)، وبوجود أمناء فروع ومندوبي أحزاب سياسية من داخل الجبهة وخارجها، وبعض الفصائل الفلسطينية.

ولعل لهذا المؤتمر أهمية خاصة في تاريخ منظمة حلب، فهو المؤتمر الانتخابي الأول، منذ فترة طويلة، الذي يخرج عن مبدأ التوافق الذي كان سائداً في المؤتمرات السابقة، إلى مبدأ الانتخابات الحرة الشفافة، وذلك بناءً على طلب أكثرية الرفاق في المنظمة، الذي استجاب له المكتب السياسي مشكوراً.

بدأ المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت تمجيداً لذكرى شهداء الحزب والوطن من عسكريين ومدنيين، تلاه النشيد العربي السوري، ثم بدأ الضيوف بتقديم كلماتهم التي تمنت النجاح للمؤتمر وعرضت وجهة نظرها في آخر الأحداث.

كانت أولى الكلمات لممثل الفصائل الفلسطينية الرفيق محمد الهواري (ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين)، الذي عرض آخر تطورات القضية الفلسطينية بعد قرار ترامب، وأبدى رأي الجبهة في المصالحة الفلسطينية، والخطوات التي يجب أن تتخذ جواباً على قرار ترامب، وكانت الكلمة الثانية لممثل أحزاب الجبهة الرفيق محسن مهمندار (أمين فرع حزب الاتحاد الاشتراكي العربي في حلب وعضو المكتب السياسي)، الذي أشاد بالدور الوطني الذي يقوم به حزبنا الشيوعي السوري الموحد على الساحة السياسية، ثم تلاه ممثل الأحزاب الوطنية خارج الجبهة الرفيق محمد نعمان مشارقة (ممثل حزب التضامن)، الذي حيا في كلمته انتصار سورية على المخطط الأميركي الصهيوني، وأشار إلى أزمة أمريكا الداخلية والخارجية وانعزالها الدولي، ثم قدم الرفيق محمد سالم شلحاوي (ممثل حزب البعث العربي الاشتراكي) كلمة شدد فيها على أهمية الجبهة الوطنية التقدمية، وعلى أهمية دور حزبنا الشيوعي الموحد فيها، وقال إن معركتنا مع الإرهاب لم تنته بعد، وإنها ليست عسكرية فقط بل فكرية أيضاً، وأكد أهمية دور الأحزاب الوطنية في نشر ثقافة الحياة لفضح وتعرية الإرهاب الذي يحمل ثقافة الموت والدمار والقتل. ثم جاءت كلمة الرفيق الأمين العام حنين نمر التي رحب فيها بالضيوف والرفاق وأكد أهمية المؤتمرات في الحياة الحزبية، وخطورة المرحلة الحالية في تطور الحرب على سورية، وأهمية انتصارات جيشنا العربي السوري في التوصل إلى حل سياسي منصف للشعب السوري ومصالحه.

وبعد انتهاء الكلمات انتهى القسم السياسي من المؤتمر، غادر الضيوف معربين للرفاق عن أمنياتهم بنجاح المؤتمر، وبعد استراحة قصيرة بدأت المنطقية بتقديم تقاريرها، بدأها الرفيق خالد الحريري (سكرتير اللجنة المنطقية) بتلاوة تقرير المنطقية عن الوضع التنظيمي فيها، وعما أنجزته خلال فترة تكليفها والصعوبات التي واجهتها، ذاكراً مخاطر سنوات الحرب وانعكاسها على الوضع التنظيمي، كما ذكر شهداء المنظمة فرداً فرداً والفرعيات التي ينتمون إليها الذين لولا تضحياتهم وتضحيات شهداء جيشنا العربي السوري الباسل والقوى الحليفة والرديفة لما أمكن عقد هذا المؤتمر، وشكر جميع الرفاق الذين كانوا أعلى شعوراً بالمسؤولية وتعاونوا مع اللجنة المنطقية في مختلف النشاطات التي قامت بها، وخصّ بالشكر الرفيق حسيب شماس (عضو المكتب السياسي) الذي كان مشرفاً على المنطقية، للجهود التي بذلها بما خدم المنظمة وعزز وحدتها. ثم تليت تقارير مكاتب المنطقية، بدأها الرفيق خالد الحريري بقراءة تقرير الجبهة والإدارة المحلية (وهو مسؤول المكتب)، ثم تقرير المكتب المالي والمكتب الإعلامي (تلاهما الرفيق مصطفى كوسا)، ثم قدمت الرفيقة لينا أشتر تقرير المكتب النقابي، أما تقرير المكتب الثقافي فقد قدمه الرفيق هيثم شعار (عضو اللجنة المركزية)، ثم قدم الرفيق أحمد جمالي تقرير مكتب الشباب والطلاب، تلا ذلك تقرير عن وضع حلب بعد التحرير قدمه الرفيق وحيد سيريس، ثم بدأت التقارير النوعية، فقدم الرفيق فراس سيريس (ممثل الحزب في اتحاد الطلبة) تقريراً عن نشاطه في الاتحاد، تلاه الرفيق محمد وفا شاويش (عضو فرعية الباب) الذي قدم تقريراً عن الوضع في مدينة الباب وريفها، ثم تلا ذلك مداخلات فردية لبعض الرفاق طرحوا فيها استفسارات تنظيمية وتساؤلات سياسية عن نشر سياسة الحزب وعن سياسة التحالف وعن وحدة الشيوعيين، وبعد أن أجاب الرفاق في المنطقية عن التساؤلات التنظيمية اختتم المداخلات الرفيق الأمين العام بمداخلة أجاب فيها عن تساؤلات الرفاق السياسية.

بعد انتهاء المداخلات والإجابة عليها بدأت المرحلة الانتخابية بإشراف الرفيق عبد الله الأحمد الصالح (رئيس لجنة الرقابة والتفتيش الحزبية)، الذي شكل لجنة انتخابية برئاسته وعضوية أكبر الأعضاء سناً الرفيق النقابي أحمد البلا الذي تجاوز الثمانين عاماً ، ومن أصغر الرفاق سناً الرفيق أيمن سلاح، وبمزيد من الانضباط والشعور العالي بالمسؤولية مارس الرفاق حقهم الانتخابي وجرى انتخاب منطقية جديدة لمنظمة حلب، واختتم المؤتمر الرفيق نبيه جلاحج (رئيس هيئة رئاسة اللجنة المركزية) بكلمة هنأ فيها الرفاق في المنظمة على نجاح المؤتمر واعتبر ذلك نصراً للمنظمة في حلب وللحزب بشكل عام.

كان المؤتمر محطة نوعية هامة في حياة منظمة حلب أثبت فيها قوة المنظمة وقدرتها على التطور والتجدد.

العدد 1105 - 01/5/2024