الشيوعي العراقي: التدخل الخارجي العسكري يعقّد مسار السلام في سورية

أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على شن غارات صاروخية على مطار الشعيرات في سورية، بحجة الرد على استخدام النظام السوري أسلحة كيمياوية ذهب ضحيتها العشرات من المدنيين. ويعد هذا عدواناً على سيادة الدولة السورية، وتطوراً حاداً وخطراً على مسار الأحداث في هذا البلد المثخن بالجراح تحت وقع عمليات عنف متواصلة لعبت فيها التدخلات الخارجية، الإقليمية والدولية، دوراً تصعيدياً خطيراً منذ سنوات.

إننا إذ ندين أي استخدام للأسلحة الكيمياوية، ومن أية جهة جاء، ونتضامن مع ضحاياها من أبناء الشعب السوري الشقيق الذي يدفع فاتورة غالية للصراعات المحتدمة في بلده وللتدخلات الخارجية فيه، فإننا ندين، أيضاً، وبالقوة نفسها أيّ عمل عسكري، خارج القوانين والأعراف الدولية، لمعالجة هذا الاستخدام للأسلحة الكيمياوية. وكان من الصواب والصحيح أن تتضافر الجهود الدولية للتيقن من الجهة التي استخدمتهـا، ومعاقبتها وفق القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة .

إن ما أقدمت عليه أمريكا من إجراء عسكري سوف يعقّد الأمور اكثر، ويؤخر فرص الحل السلمي للأزمة السورية التي طال أمدها، خصوصاً أن سورية غدت ساحة تتصارع عليها قوى إقليمية ودولية .

ومن جانب آخر فإن هذا العمل سيضعف كثيراً من التنسيق والتعاون الدوليين في مكافحة داعش والإرهاب، خصوصاً أن التنظيم الارهابي يلفظ أنفاسه الأخيرة في بلدنا العراق بعد الانتصارات التي تحرزها قواتنا المقاتلة على اختلاف صنوفها وتشكيلاتها .

ونحن في الوقت الذي نساند فيه حق الشعب السوري في الإصلاح والديمقراطية، نرفض وندين الأعمال الارهابية واللجوء إلى العنف والتدخل الخارجي، وندعو إلى الاستجابة لمساعي الأمم المتحدة والوساطات الدولية من أجل حل سياسي وسلمي للأزمة يقوم على حوار وطني شامل يجمع كل القوى المناهضة للتدخلات الأجنبية والمنظمات الأصولية الإرهابية ولمشاريع تفتيت البلاد، من أجل تحقيق السلام والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. أما شكل الحكم اللاحق فإن الشعب السوري هو من له الحق في تحديده بما ينسجم مع مصالحه وتطلعاته إلى حياة آمنة، وتمتّعه بحقوقه.

*جريدة (طريق الشعب)- ص1

الأحد 9/ 4/ 2017

العدد 1105 - 01/5/2024