بعد أستانا ومناطق تخفيف التصعيد هل سيأتي جنيف بجديد؟!

سيعود ممثلو الحكومة السورية وأطياف المعارضة إلى جنيف بناء على دعوة ديمستورا دون أي مؤشر جديد يدل على تغيير ما في مواقف معارضة (الرياض) وداعميهم، يجعلنا نعول على اختراق ما، ورغم توصل الأطراف المشاركة إلى إقرار السلال الأربع التي تشكل جوهر الحل السياسي للأزمة السورية، فإن معارضي الرياض ومسانديهم مازالوا يختصرون المسألة بمبدأ (قم لأجلس مكانك)!

مازالوا يعتقدون بأنهم يمثلون الشعب السوري، بعد كل التضحيات التي قدمها ويقدّمها هذا الشعب خلف جيشه الوطني في مكافحة الإرهاب الذي تسلل من عباءة داعميهم ومموليهم.

إنهم يراهنون اليوم على ترامب وزيارته إلى حكام السعودية، خاصة بعد وعود السعوديين لشاغل البيت الأبيض باستثمارات سعودية في الولايات المتحدة تناهز 2 تريليون دولار، وصفقات الأسلحة التي سيوقعها ترامب في الرياض والبالغة 100 مليار دولار!

يراهنون على استئناف الأمريكيين لأدوارهم السابقة في عرقلة نجاح أي حل سلمي للأزمة السورية لا يضعهم على الكراسي، فأي نجاح لجنيف القادم إذا أصر هؤلاء على أوّلياتهم في بحث السلال الأربع؟!

ممثل ديمستورا بعد لقائه بالمسؤولين السوريين تحدث عن جنيف (مختصر) دون أي توضيح لأسباب هذا الاختصار، لكنه من جهة أخرى أكد بحث السلال المتفق عليها، مما ترك المجال مفتوحاً أمام العديد من التكهنات حول ضغط سوري – أمريكي لإنجاح هذا اللقاء، أو كما رأى البعض فإن اختصار جنيف يعني التعويل أكثر فأكثر على لقاءات أستانا، وعلى دور المجتمع الدولي، وخاصة روسيا وأمريكا في تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 الخاص بالأزمة السورية دون المرور بجنيف.

الشعب السوري الذي يتابع إنجازات جيشه الوطني،التي وكان آخرها مصالحات درعا ومناطقها، واستعادة حي القابون، مازال يدعم الحلول السلمية لأزمة بلاده، لكن على قاعدة مكافحة الإرهاب والحفاظ على وحدة بلاده أرضاً وشعباً، ومنع تقسيمها كما تخطط الولايات المتحدة، وعلى حقه في بناء مستقبله الديمقراطي.. العلماني، إثر توافق جميع المكونات السياسية والاجتماعية والإثنية.

شيءٌ من التفاؤل يعتري المواطنين السوريين بعد أستانا الأخير، وتخفيف التصعيد في المناطق الأربع، فهل سيحمل جنيف اختراقاً ما لتعزيز هذا التفاؤل؟! 

العدد 1105 - 01/5/2024