تركيا والكيان الصهيوني.. اشتباك أم توافق؟ أين مصلحة سورية والسوريين؟

(النور):
عُقدت منذ أيام جولة من المحادثات بين ممثلي الكيان الصهيوني وتركيا في أذربيجان، وأعلن الطرفان أن الهدف من الاجتماع ضمان عدم الاشتباك خلال عملياتهما العسكرية في سورية! أي بكلمة أخرى، توافق الطرفان على تدخلهما العسكري في بلادنا، لكن المطلوب عدم الاشتباك بينهما، ومراعاة كل طرف منهما مصلحة الطرف الآخر!
والسؤال اليوم: أين مصلحة سورية والشعب السوري من اشتباك الطرفين أو توافقهما؟
تركيا احتلت في الماضي لواء اسكندرون، وحاولت ضمّ سورية بالقوة إلى الأحلاف المشبوهة، وتحتل اليوم أراضٍ سورية، والكيان الصهيوني احتل هضبة الجولان، وضمّها إلى كيانه، ويحتل اليوم أراضٍ سورية في القنيطرة ودرعا، وأعلن وصايته العلنية على الجنوب السوري، ودمرت صواريخه القدرات العسكرية للبلاد، ويسعى إلى تقسيم سورية تمهيداً لإنجاح مخططها باستباحة المنطقة العربية بأكملها.
تركيا تعدّ سورية عمقها الاستراتيجي وممرّاً لإغراق المنطقة بالمنتجات التركية، والكيان الصهيوني يعتبرها بوابة لتحقيق أطماعه التاريخية في الأرض العربية، التي أعلنها (نتنياهو) أمام أعضاء الكونغرس الأمريكي، ولوّح بالخريطة التوضيحية للجميع.
لقد سمح النظام المنهار، بسلوكه السياسي الرافض لأيّ تسوية سياسية للأزمة السورية، للقوى الإقليمية والدولية بالتدخل في الشأن السوري، وأصبحت المصلحة العليا لسورية والسوريين رهناً بتوافق مصالح هذه القوى، وعانى المواطنون السوريون بسبب ذلك 14 عاماً من الحرب والتهجير والبحث عن اللقمة وحبة الدواء، لذلك رأينا نحن في الحزب الشيوعي السوري الموحد، أن انهيار سلطة التفرد والاستبداد، فرصة يجب استثمارها في بناء سورية الجديدة بالاستناد إلى الثوابت الوطنية، المتمثلة باستعادة السيادة، وتحرير الأراضي المحتلة، ووحدة سورية أرضاً وشعباً، ومشاركة جميع الأحزاب والقوى الوطنية وهيئات المجتمعات المدني، والأطياف الدينية والإثنية في تأسيس نظام سياسي ديمقراطي.. مدني يضمّ جميع السوريين.
هذه هي المصلحة العليا لسورية والسوريين.. فسورية ليست (كعكة) يتشابك عليها.. أو يتوافق الطامعون.
الشعب السوري ناضل طويلاً في سبيل سيادة بلاده واستقلالها، ولن يقبل اليوم أن يتحول وتتحول بلادنا سورية إلى غنيمة يتقاسمها الآخرون.

العدد 1140 - 22/01/2025