بلاغ صادر عن اجتماع المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد
عقد المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد اجتماعاً موسعاً بتاريخ 19/1/2025 برئاسة الرفيق نجم الدين الخريط، الأمين العام للحزب، وحضور الرفيق علم الدين أبو عاصي رئيس اللجنة المركزية، ضم إلى جانب أعضاء المكتب السياسي، أمينا اللجنتين المنطقيتين للحزب في دمشق وريف دمشق، وبعض أعضاء اللجنة المركزية للحزب الموجودين في دمشق.
بدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً وحداداً على رحيل الرفيقين نبيه جلاحج عضو المكتب السياسي السابق، والمناضل الفلسطيني داود أحمد مراغة (أبو أحمد فؤاد) نائب الأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
أولاً- استمع الاجتماع إلى تقرير قدمه الرفيق الأمين العام للحزب، وتضمن عرضاً للوضع الدولي والعربي والداخلي، وتركز حول الإدارة الأمريكية الجديدة وما تعده للتعامل مع بعض مناطق التوتر في أوربا والصين والشرق الأوسط، وكذلك انتخاب الرئيس اللبناني والأمل بعودة الاستقرار والأمن للبنان الشقيق وتعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين سورية ولبنان، والحفاظ على المقاومة اللبنانية، واتفاق الهدنة في غزة بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني، والذي جاء نتيجة صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على نيل حقوقه المشروعة.
كما توسع التقرير في تحليل الوضع في الداخل السوري بعد انهيار النظام السابق، وهروب رئيسه خارج البلاد، وسيطرة هيئة تحرير الشام على مقاليد السلطة، وإعلانها الوعود حول السعي إلى نظام يلبي متطلبات جميع مكونات الشعب السوري، استناداً إلى حوار وطني يمثل شخصيات دينية وسياسية واجتماعية، ووضع دستور للبلاد.
وعرض تقرير الرفيق الأمين العام الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وما أعلن عنه حول خصخصة القطاع العام الصناعي، وتسريح مئات ألوف العمال والعاملين في الدولة، وموقف الحزب المعارض لهذين الإجرائين.. وفي ختام تقريره، عرض الرفيق الأمين العام نشاط الحزب وعمله خلال الفترة الممتدة بين اجتماعي المكتب السياسي والمهام الموضوعة أمام الحزب.
ثانياً- ناقش الحضور تقرير الرفيق الأمين العام للحزب، وتمت الموافقة عليه، وأكد المكتب السياسي أن المهام الأكثر إلحاحاً في المرحلة الراهنة يجب أن تتمحور حول المسائل التالية:
1- العمل دون إبطاء لتحرير كل شبر من الأرض السورية من الاحتلال الصهيوني الذي استغل الظروف السورية، واحتل مزيداً من الأراضي ومدينة القنيطرة وهجر أهلها، والاحتلال التركي الذي يتوغل في ريف اللاذقية الشمالي والمناطق الشرقية والشمالية، والاحتلال الأمريكي الذي يستخدم قواعده العسكرية في المنطقة الشرقية والبادية في فرض هيمنته وتدخله في الشأن السوري.
2- النضال من أجل منع تقسيم البلاد، وتحويلها إلى مناطق خاضعة لنفوذ هذا.. وذاك من التنظيمات الإثنية والطائفية والمناطقية، والعمل الجاد والمخلص لوحدة سورية أرضاً وشعباً.
3- استعادة السيادة الوطنية للبلاد، والوقوف ضد التدخل في الشأن السوري والوصاية على خيارات السوريين.
4- ضمان الحريات السياسية والديمقراطية للمواطنين السوريين، ومعالجة ما تسميه الإدارة الحالية في البلاد (تصرفات فردية) ضد أطياف وشخصيات بذريعة تأييدها للنظام السابق، وعدم فرض الإرادات على النقابات العمالية والمهنية، وجميع هيئات المجتمع المدني، وذلك حرصاً على عدم إنتاج ممارسات التفرد والاستبداد التي عاناها الشعب السوري خلال عقود.
5- إن الإعلان عن عقد الحوار الوطني جاء بطريقة متسرعة وقلقة، خاصة بعد تأجيل موعد انعقاد، وتضارب التصريحات حول كيفية عقده واختيار المشاركين فيه.
إن الحزب الشيوعي السوري الموحد كان من أوائل الداعين إلى الحوار الوطني الشامل منذ عام 2011، وطالبنا آنذاك، ونطالب اليوم، بأن يعقد هذا المؤتمر الوطني بعد تهيئة سبل نجاحه، كمعبر عن وحدة السوريين عن طريق تشكيل لجنة تحضيرية موسعة تضم جميع الأطياف السورية، وأن يضم جميع القوى السياسية من أحزاب وشخصيات سياسية ومجتمعية، والأطياف الاجتماعية والدينية والإثنية، بهدف التوافق على مستقبل سورية الجديدة، الديمقراطية والمدنية، وإعلان مشروع لائحة دستورية تضم طموحات المواطنين السوريين، وتشكل إطاراً للدستور الجديد.
6- إن الطبيعة المؤقتة للإدارة الحالية للبلاد، لا تسمح لها بحسم مسألة النهج الاقتصادي لسورية، فهذه مسألة يحددها الدستور السوري، الذي سيصّوت عليه الشعب السوري، كذلك فإن إجراء تبديلات هيكلية في قطاعات الإنتاج لقطاع الدولة كالخصخصة وتسريح مئات ألوف العمال دون أخذ الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية بالحسبان، سيترك انعكاسات سلبية على الوضع الاقتصادي والمعيشي، وحزبنا يعارض هذا التوجه، ويطالب بعدم التسرع في حسم هذه المسائل، ومعالجته لاحقاً من قبل الهيئات الدستورية والحكومية المنبثقة عن الانتخابات التشريعية.
ثالثاً- بحث المكتب السياسي بعض القضايا التنظيمية والأنشطة والفعاليات السياسية والجماهيرية، واتخذ بشأنها القرارات المناسبة.
دمشق في 19/1/2025
المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد