بمناسبة مرور أربع سنوات على مآسي سورية والسوريين

هذا ما قلناه منذ البداية 28/8/2011  - العدد 499

«نريد لغدنا الذي نعمل لأجله، تلبية المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية للفئات الفقيرة والمتوسطة،وعلى رأسها قوى العمل،وصغار الفلاحين، وجمهور الحرفيين والشباب والنساء، التي وُعدت مع بداية الألفية الجديدة بإصلاح سياسي واجتماعي حقيقي يحقق مطالبها باعتبارها تمثل أكثرية الشعب السوري،وتكررت الوعود بعد إطلاق الخطة الخمسية العاشرة  لكن ما حصلت عليه هذه الفئات بعد ذلك كان السوق الريعي، واتساع الفوارق الطبقية.. وارتفاع عدد العاطلين عن العمل.. وتوسع بؤر الفقر.. وبضعة رأسماليين (جدد) يستأثرون بالأخضر واليابس!

إننا نقف مع حركة الشارع السلمية الداعية إلى تحقيق مطالب سياسية واجتماعية مشروعة، ونفرق تماماً بينها وبين العصابات المسلحة المجرمة التي حاولت تحويل المدن إلى مقاطعات يحكمها هذا الأمير الظلامي أو ذاك! فالكاتب ليس شبيحاً..والممثلة ليست مُقطِّعة أوصال! لذلك فإن إطلاق سراح الموقوفين على خلفية الأحداث ممن لم يحملوا السلاح،ولم يتورطوا بأعمال القتل، يعد إسهاماً في التهدئة، ويستجيب لدعوات جميع القوى السياسية الوطنية في البلاد، ويخلق بيئة تتناسب مع القوانين الهامة التي صدرت، وتلك التي ينتظرها السوريون، وعلى رأسها تنفيذ التعديلات الدستورية.

هناك في المعارضة الداخلية من يطلب دعم (الناتو) لتكرار السيناريو الليبي، وهناك في السلطة مَن يسقط الممارسة الدموية لعصابات إجرامية على حركة الشارع السلمية،كي يبرر تصعيد القمع، وكلا الطرفين يسعيان إلى عرقلة أي إصلاح حقيقي في البلاد، يستجيب لمطامح السوريين.

إننا نكرر الدعوة إلى عقد مؤتمر حوار وطني عام، يضم جميع الأحزاب السياسية الوطنية، وقوى المعارضة الوطنية في الداخل والخارج، وممثلي النخب الفكرية والثقافية والاقتصادية ورجال الدين، وذلك للحوار والالتقاء حول برنامج وطني يستهدف وضع بلادنا على سكة إصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي شامل، يقود إلى سورية الديمقراطية .. العصرية، دولة القانون التي تطلق الحريات العامة لجميع المواطنين ومكونات المجتمع المدني، كالأحزاب والنقابات والجمعيات المدنية الأخرى، وتعترف بالتعددية السياسية والفكرية،وحرية التعبير، وتحرر الحياة العامة من القوانين والقيود وأشكال الرقابة المفروضة عليها، وتتيح للمواطنين التعبير عن مصالحهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية المختلفة في إطار توافق جماعي، وتنافس سلمي وبناء مؤسساتي يتيح للجميع المشاركة في إنهاض سورية، وتعزيز كرامة شعبها، سورية المحققة لتنمية اقتصادية واجتماعية شاملة، تخدم مصالح جميع الفئات الاجتماعية، الفقيرة منها قبل الثرية.سورية الصامدة في وجه مشاريع الهيمنة الأمريكية –الإسرائيلية.»

 

اعيد نشر المقالة بعد اربع سنوات من اصدارها

العدد 1140 - 22/01/2025