معادلة إنهاء الاستعمار – المسألة النسوية.. لمن الأولوية؟

طلال الإمام_ السويد:

حضرت منذ عدة أيام محاضرة نظمتها إحدى هيئات المجتمع المدني. أدناه تلخيص مكثف للآراء التي طرحت سواء من المحاضر أو من الحضور.

تناول المحاضر قضية قد تكون خلافية، غير انها تستحق محاولة الإجابة عليها. المقصود العلاقة بين إنهاء الاحتلال الأوربي للعديد من البلدان، والمسألة النسوية.

إن احتلال بلدان في آسيا وإفريقيا مازال موجوداً بمختلف الأشكال: احتلال مباشر أو غير مباشر، احتلال عسكري، اقتصادي، ثقافي، واجتماعي.. مثال فلسطين حيث ترتكب الآن ابادة جماعية بحق السكان الأصليين.

نعم حصلت العديد من البلدان، بعد نضال، على حريتها واستقلالها السياسي. لكن البلدان الأوربية الاستعمارية تعمل على استمرار سيطرتها السياسية ونهبها الاقتصادي للبلدان التي تحررت، بدأت لهذه الغاية تطرح بأشكال ومسميات مختلفة قضايا ليست أولوية لبلدان تحاول النهوض والتقدم بعد تخلصها من عبء الاستعمار.. من هذه القضايا المسألة النسوية.

إن مسألة المساواة بين الجنسين أساسية وهامة دون أدنى شك وبشكل خاص في البلدان التي تتحكم فيها العقلية الذكورية، مسألة يجب أن تكون على جدول أعمال القوى التي تريد إنجاز استقلالها بجميع تجلياته.

لكن البلدان الأوربية المستعمِرة (بكسر الميم) تريد قلب الأولويات، فتطرح إدخال النقاش حول المسألة النسوية في البلدان المتحررة على أنها الأهم، على حساب عدم الحديث عن نهب خيرات تلك البلدان، عدم التحدث عن قضايا التقدم الاقتصادي والتعليم، القضاء على الفقر والأمراض وغيرها. لذلك من الضروري لشعوب تلك البلدان التنبه لتلك الغايات. المعادلة في البلدان المتحررة يجب أن تبدأ بالأولويات دون نسيان أو إهمال المسألة النسوية وتحرر المرأة طبعاً.

وبكلمة فإن التقدم الاقتصادي والاجتماعي /الثقافي هو الأساس لتحرر المرأة ومساواتها.

جرى نقاش واسع لهذه المعادلة بين الحضور.

أنتم ما رأيكم؟ لمن الأولوية الملحّة؟ هل هي للمسألة النسوية، أم لقضايا التقدم والتحرر الاقتصادي والاجتماعي نحو بناء مجتمع علماني ومدني؟

العدد 1140 - 22/01/2025