الإبادة الجماعية بطرق مبتكرة للعمليات السيبرانية
علي شوكت:
ما قام به العدو الإسرائيلي خلال الاسبوع الماضي من استخدام التكنولوجيا واختراق وسائط وشبكات الاتصال عبر تفخيخ وتفجير الأجهزة برسائل مشفرة سيبرانية، في عملية القتل الجماعي التي حدثت في لبنان، هي جريمة إبادة جماعية باتت تهدد المجتمع الدولي وتضرب سلاسل التوريدات العالمية على مختلف تقنيات التكنولوجيا. فبعد تفجير أجهزة البيجر واجهزة الاتصال اللاسلكية التي راح ضحيتها عشرات الشهداء وعدة آلاف من الجرحى، بدأت الشركات العالمية إجراءات امنية موسعة على أمن المعلومات في مصانعها. كما بدأت تحقيقات خاصة ومحددة في كثير من الشركات العالمية في تحديد نوعية الاختراقات الامنية المحتملة والتحقق من إمكانية سرقة وتزوير منتجاتها بواسطة إنشاء شركات وهمية يصعب تتبعها. وهي نتاج عمل استخباراتي لأغراض عسكرية بحتة، تضع اصحاب الشركات الأصلية أمام اختبار حقيقي تجاه جمهورها ومستهلكي منتجاتها. كما بدأت تلك الشركات بالضغط على حكوماتها للتحقيق في حالات الاختراق وسرقة التكنولوجيا ما قد يسبب خسائر فادحة لها على المديين المتوسط والبعيد. كما أنها تفتح الباب واسعاً عن تساؤلات باتت تؤرق الدول والشركات المصنعة والمستخدمين أيضاً، خاصة في دول المنطقة، عن إمكانية استخدام وسائل أخرى للقتل الجماعي الذي تستخدمه اسرائيل دون حسيب او رادع أخلاقي وقانوني، إذ من يمنع العدو الاسرائيلي من سرقة تلك المنتجات وتزويرها واستخدامها في القتل الجماعي، كتفخيخ البطاريات الأكبر حجماً وجميع الأجهزة الالكترونية كشاشات التلفزة والهواتف وغيرها المورّدة إلى دول بعينها؟ ومن يمنعها من تسميم موارد المياه والمواد الغذائية والطبية ومواد أخرى، على سبيل المثال؟ او استخدام أي وسيلة مهما كانت غير إنسانية في سبيل تحقيق مآربه الإجرامية؟ وهل تمكنت الامم المتحدة ودول العالم قاطبة عن وقف العدوان الهمجي على غزة منذ نحو عام من الآن وقد بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين أكثر من 43 ألف شهيد ومئة ألف جريح؟!! فيما جرى قصف المخيمات والمدارس والمشافي ودور العبادة ومقرّات الأونروا التابعة للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى تحت مرأى العالم وسمعه وقلق الامم المتحدة المخزي.
يحاول رئيس وزراء الكيان أن يغطي على فشله في سحق المقاومة الفلسطينية وإنهائها – على حد قوله- واستعادة أسراه في غزة، فيحاول توسيع رقعة الحرب باتجاه شمال فلسطين المحتلة وضرب الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية في بيروت بالاستهداف المباشر للمدنيين والبيئة الحاضنة للمقاومة والضغط لإشعاله حرباً شاملة يزج من خلالها الولايات المتحدة شريكته في الحرب، وجرّ دول محور المقاومة إلى حرب مفتوحة يمكن ان تغير معالم المنطقة وتعيدها عشرات السنين للوراء ومن ضمنها دولة الكيان ذاتها.
إن الاختراق الأمني الذي حصل مؤخراً في شبكة الاتصالات في المقاومة، والتي قال عنها الامين العام لحزب الله: (إنه اختراق كبير وغير مسبوق منذ نشأت المقاومة) في عام 1982 وهو اعتراف جريء جداً من أعلى هيئة قيادية في المقاومة، وأن التحقيقات بدأت ولن تستثني أحداً، وستعيد المقاومة ترتيب اوضاعها وأوراقها مجدداً في أسرع وقت ممكن، كما أنها لن تتخلى عن حقها في الرد المباشر على تلك المجزرة التي حصلت، كما أكدت المقاومة اللبنانية أنه لم ولن تتوقف عن عملية الاسناد للمقاومة الفلسطينية في غزة. ورغم ضخامة العمل العدواني وهمجيته ستبقى جبهة الإسناد تعمل حتى يتوقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
نحن لا نريد التهويل ونشر الشائعات، لكن اتضح أنه لا توجد محرمات لدى العدو الصهيوني، وقد كشفته قوى المقاومة على حقيقته الإجرامية أمام العالم أجمع. فيما بقيت بعض الأنظمة العربية وجيوشها وإعلامها المرتهنين للإرادة الصهيوأمريكية تحصي عدد الشهداء والجرحى وتشجب وتندد وتذرف دموع التماسيح على الضحايا، وتنتظر ساعة هدوء جبهات القتال ووقف الحرب والعدوان لاستئناف مشوارها في التطبيع معه.