الشماعة المحروقة والحتمية الفساد

السويداء_ معين حمد العماطوري:

لم تمضِ أشهر قليلة على رفع سعر باقات النت ودقائق المكالمات حتى طالعتنا شركة الاتصالات مجدداً برفع الأسعار، ومبررها المزيف او الهدف الأساس من رفع أسعار الخدمات هو محافظة شركَتْي الاتصالات الخلوية على نسب معينة من الإنفاق وتحسين قيمة الأرباح الصافية فقط، وبالتالي فإن رفع الأسعار لن يؤدي إلى تحسين جودة الخدمة وإنما المحافظة على استمراريتها وفقاً للوضع الراهن، والدليل على ذلك عدم رضا الزبائن ومستخدمي الخدمة الخليوية عن واقع الخدمة المقدمة.

أجزم أن مختلف شرائح المجتمع صارت تتمنى وترغب رغبة جامحة في العودة إلى الهاتف الذي قال عنه أبو نمر في مسلسل (الخربة): (بو قرص أحسن وسيلة اتصال)!

إذ ما معنى أن يُرفع سعر باقات الاتصالات للشركتين معاً (سيريتيل وMTN)  وترفع أجور وسائط النقل بين المحافظات.

يعني أن الحكومة لم تراعِ أن هناك طلاب جامعات، وتكاليف السفر تشكل عبئاً إضافياً على تكاليف الدراسة والمعيشة، وبهذه الزيادة سوف تزداد نسبة التضخم، وتزداد المعاناة لدى الأسرة ويتفاقم الفقر والحاجة.

أم أنها تظن أن الزيادة فقط ستلحق بمن حولها من سكان المناطق الفارهة، باذخة الإنفاق المالي.. وهؤلاء لا تؤثر عليهم زيادة أسعار الاتصالات ولا يشعرون بها أصلاً.

لم يبقَ الامر عند هذا الحد، بل اخذ مسلسل رفع الأسعار يتمدد نحو التعليم الخاص الذي رفع أسعاره قرابة المئة بالمئة، وبالتالي معظم افراد المجتمع اتجهوا نحو المدارس الحكومة مع صعوبة التعلم والتعليم، وتدني مستوى النجاح بها بسبب تدنّي مستوى التعليم في المدارس الحكومية.

وربما نشهد العام القادم إغلاق عدد من المدارس الخاصة لصعوبة تأمين أقساطها السنوية، الأمر الذي سوف يحجّم عملية التعليم ويضعف مخرجاته.

أما وزارة التربية فيبدو أنها في سبات.

أخيراً، إلى متى يبقى المواطن يستخدم لدى الشركات والجهات في القطاعات العام والخاص والمشترك حقل تجارب؟

إذا كان التعليم هو العامل للتنمية والاتصالات الرافد لزيادة التواصل والفرص، فما بال الحكومة وهي تغفو على سعر وتصحو على رفع سعر …الم تصحُ قليلاً من سباتها المتضخم في مسلسل الأسعار؟!

أم حقاً الشماعة محروقة والحتمية في الناتج هو الفساد؟!

العدد 1140 - 22/01/2025