بعد إنجاز الاستحقاق الدستوري نعدُ شعبنا ببذل الجهود المخلصة
كتب رئيس التحرير:
أعلنت اللجنة القضائية العليا نتائج الانتخابات التشريعية في البلاد، لكن الأرقام التي أوردتها هذه اللجنة تحمل دلالات ينبغي على القيادات السياسية والأحزاب الوطنية دراستها، بعمق، لما تظهره من مؤشرات تلخص الوضع السياسي والمعيشي للمواطنين السوريين.
فمن أصل نحو 19 مليون مواطن يحقّ لهم التصويت، مارس نحو 7 ملايين مواطن هذا الحق، أي أن نسبة المشاركة، حسبما أعلنت اللجنة، كانت 38.6%، وهي نسبة متدنّية، ولا تتناسب مع الدور الذي يمثله المجلس التشريعي في حياة البلاد.
الشعب السوري الذي واجه الغزو الإرهابي، ووقف على المتراس مع جيشه الوطني، وذاق الأمرّين في تأمين مستلزمات بقائه على قيد الحياة، بعد الحصار الذي فرضته قلعة الإمبريالية العالمية وحلفاؤها على سورية، وبعد أن فقد الأب والأخ والابن، وهُجّر قسراً من داره، وتحول قسراً إلى خانة الفقر، لم يجد في هياكل الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية، ملاذاً له لانتشاله من بؤرة الحرمان والفقر والتهميش خلال 12 عاماً من الجمر.. ففقد شيئاً فشيئاً الاهتمام والمتابعة لهياكل الدولة، وراح يعوّل على عملية إصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي، تعيد لسلطات الدولة الثلاث دورها في تعظيم سيادة الوطن وضمان كرامة الشعب.
إن حزبنا الشيوعي السوري الموحد، الذي فاز مرشحوه في دمشق وطرطوس والرقة في الانتخابات، ضمن قوائم الوحدة الوطنية، لا يعِد المواطنين السوريين بإخراج الزير من البير، لكنه يتعهد بأن يبذل نوّابه كل الجهود من أجل الحفاظ على السيادة السورية، ومواجهة الاحتلال الصهيوني والأمريكي والتركي للأرض السورية، ومنع تقسيم سورية، وتأكيد وحدتها أرضاً وشعباً، وأن يضع تحسين الحالة المعيشية للمواطنين السوريين، كما كانت دائماً، في أولوية اهتماماته في هذا الدور التشريعي.
لن نبيع الأوهام.. لكننا، بالتعاون مع غيرنا من القوى الوطنية المخلصة، لن نتوانى في بذل أقصى الجهود، في كل المجالات، فنحن لا نعرف اليأس.