نتائج الامتحانات الرسمية: فرحة وأحزان.. تحديات وطموحات
د. عبادة دعدوش:
أُعلن عن نتائج الامتحانات الرسمية للشهادة الثانوية العامة بفرعيها في سورية، ومرحلة التعليم الأساسي (الإعدادية)، فما هي المشاعر التي تُسيطر على الأهالي والطلاب، وما هي التحديات التي تنتظرهم؟
النتائج تُعلن عن انطلاقة جديدة في الحياة مثلما تفتح أيضاً أبواباً جديدة للبعض، وتُغلق أبواباً أخرى أمام البعض الآخر. فرحةٌ تملأ بيوت الطلاب الذين حقّقوا النجاح، وإحباطٌ يُخيّم على بيوت من لم يحالفهم الحظ، وكلاهما يواجهان واقعاً جديداً، مليئاً بالطموحات والتحديات.
بالنسبة لطلاب الثانوية العامة، فإن فَتح النتائج يُمثّل اختباراً حقيقياً لقدراتِهم وطموحاتِهم، من يُحقّق النجاح يمتلك فرصةٌ لدخول الجامعة والتخصّص الذي يحلم به، وهو ما يُشكّل تحدياً كبيراً، في ظلِّ الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تُواجه البلاد.
في المقابل، يُمثّل الفشل في الامتحانات عائقاً قوياً لبعض الطلاب، ولكن تبقى لديهم فرصة (الدورة التكميلية) التي يمكن من خلالها أن يحصلوا على النجاح، فإن لم يتمكّنوا من اجتياز هذا العائق- الامتحانات التكميلية- فسوف يفقدون فرصة الدراسة في الجامعة، وهذا الحال إضافة إلى الضغط النفسي الذي يُصاحبه، يُشكّلان عبئاً ثقيلاً على نفسيتهم، ويُلقي بظلالٍ قاتمة على مستقبلهم، فضلاً عن العبء الذي يتحمله الأهل.
أمّا على صعيد الأهل، فَإنّ النتائج تُثير مشاعر مختلطة بين الفخر والقلق. فَرحةُ النجاح تُسيطر على قلوبهم، وهُم يُحاولون تقديم الدعم لِأبنائهم لِيتمكّنوا من مواجهة التحديّات المُقبلة، والتي تُصبح أكبر مع ارتفاع تكاليف التعليم في الجامعات العربية والأجنبية.
وفي حال فشل الأبناء، فإن القلق يسيطر على قلوب الآباء والأُّمهات الذين لم تُكلّل جهود أبنائهم بالنجاح، وبالتالي فقدان فرصة الدراسة في الجامعة هو ما يُثير قلقهم وخيبتهم، وفي الوقت ذاته هم مُضطرون لِتقديم الدعم لِأبنائهم لِيتجاوزوا حالة الإحباط وتوجيههم لِخيارات بديلة.
أمّا مع إعلان نتائج الامتحانات الإعدادية، فإن مهمّة التوجيه المُناسبة للطلاب تُصبح أمراً ضرورياً. فَأبواب المدارس الثانوية ستُفتح أمامهم، وهو ما يُلزِم الأهالي بِتقديم الدعم لِأبنائهم في اختيار المسار المُناسب لهم ومُساعدتهم في التغلّب على التحديات التي قد تواجههم في المرحلة المقبلة بعد صدور معدّلات القبول في الثانويات العامة والمهنية. ومن أهم التحديّات التي تُواجه الطُلاب في هذه المرحلة ضغط الامتحانات المترافق مع ضغط نفسي غير بسيط، وكذلك توفير البيئة الداعمة لِدراستهم من ناحية الأجواء العائلية والمواد الدراسية والأدوات التكنولوجية.
إن إعلان النتائج يُمثل نقطة انطلاق لِلبحث في نظام التعليم في سورية، والعمل على تطويره لِتناسب احتياجات الجيل المُقبل ومواجهة التحديّات التي تُواجه البلاد.