من رعب الامتحانات.. إلى رعب النتائج
رنيم سفر:
تعتبر شهادة الثانوية العامة في سورية ساحة قتال لتحقيق الذات، تتوقف عليها الحياة والمستقبل، ويُخيل إلينا أن الراحة ستأتي بعد الحصول عليها مع انتهاء العناء والتعب، وها نحن أولاء اليوم ننتقل من رعب الامتحانات وصولاً إلى رعب النتائج، بعد أن تم تحديد يوم إصدار نتائج شهادة الثانوية العامة، هذه الشهادة التي يطبّق فيها كل أنواع التعذيب النفسي على الطالب وعلى ذويه، فمن شدة خوف البعض من هذه النتائج المفصلية والمحددة لمصيرهم قد تعرضوا لأمراض نفسية نتيجة الرعب والضغط النفسي الشديد هذه الأيام.
من المعروف أن الدقائق الأخيرة هي أطول الأوقات، فالدقيقة قبل إعلان النتيجة الحاسمة تمر بسنة، فيرى الطالب شريط حياته أمام عينيه، لأنه بعد هذه الدقائق سيستقبل درجاته ألا وهي النقلة النوعية بحياته، فهذه الدرجات ستحدد أين سيكون بعد اثني عشر عاماً ما بين دعاء وخوف، إلى حين إصدارها، فتنعدم الثقة وتتحطم أحلام كثيرين، ويبدأ الأمل بعدها بمخطط تقديم الاعتراض، فهو بفترة عدم تصديق ما بين ما قدمه من تعب وما حصده من نتيجة، فتنهال طلبات الاعتراض المقدمة لوزارة التربية وهي تأتي بلا فائدة أغلب الأحيان. وبالتأكيد لن ننسى فرحة النجاح التي أصبح كثيرون يعبّرون عنها بإطلاق بضع رصاصات في الهواء، فيُخيف من لا ذنب له بكل الامتحانات، وتتحوّل رصاصات الفرح عند أحدهم إلى رصاصات قاتلة للبعض الآخر.
في النهاية يبقى لرعب الامتحانات والنتائج وقت معين يمتد لأيام ولربما لأسابيع، لكن الرعب الحقيقي والمتواصل والدائم والمرافق للأهل هو غلاء المعيشة وهموم مستقبل الأولاد والحياة المجهولة ومعدومة الملامح.. فهل سيبقى الحل ضائعاً؟
دمتم ودمنا سالمين!