يوم اللاجئ العالمي: حكاياتٌ من صمتٍ وصراخٍ
د.عبادة دعدوش:
العشرون من شهر حزيران هو يوم اللاجئ العالمي. هو يوم لتذكير العالم بمعاناة ملايين الأشخاص الذين اضطروا لترك أوطانهم هرباً من الحرب أو الفقر أو أيّة معاناة.
وفي هذا اليوم يجب أن نسلط الضوء بشكلٍ خاص على أزمة اللاجئين السوريين، إذ يعيش عدد كبير منهم حالة تهجير داخلي وخارجي.
حياةٌ مُعلّقة بين واقعين
في سورية، يعيشُ ملايين اللاجئين الداخليين في ظروف صعبة جداً، مُفتقدين لأبسط متطلبات الحياة، معرّضين للكثير من أنواع الضغوط النفسية والاقتصادية، ومعاناة شح الموارد والفقر، وتُغرقهم أحزانهم على من فقدوه من أحبّاء وما خسروه من مُمتلكات. وعلى الرغم من قساوة الواقع، يُصرّون على البقاء مُتمسّكين بأرضهم، مؤمنين بأن الظروف سوف تتحسّن وتعود سورية كما كانت قبل الأزمة، من أفضل بلاد العالم.
خارجَ حدودِ الوطن، مرارة فوق المرارة، ففي الدول المُستضيفة، يُواجهُ اللاجئون السوريون تحدّياتَ كثيرة، منها على سبيل المثال:
- اللغة والحضارة: فالشعور بالغربة هو أول ما يواجهونه، مُحاولين التكيّف مع ثقافات جديدة، ولغات غريبةٍ تختلف عن ثقافتهم وعاداتِهم.
- العمل والإقامة: يجهدُ اللاجئون السوريون في البحث عن عملٍ يُمكنهم من تأمين مُستلزمات حياتهم، بينما تُفرض عليهم قيودٌ صارمةٌ على الإقامة في دول المُستضيفة.
- التعليم والصحة: يواجه الأطفالُ السوريون تحدّياً كبيراً في الحصول على تعليمٍ مُناسبٍ، بينما يُواجهُ اللاجئون صعوبةً في الوصول إلى الرعاية الصحية.
- الخوف من المجهول: أخيراً، يخشى اللاجئون السوريون من مستقبلٍ غامضٍ، فحياتهم في بلد غير بلدهم مهما كان جميلاً يبقى مُرّاً، وهم أيضاً لا يعلمون متى سيعودون إلى بلدهم، وما هي الظروف التي سوف تنتظرهم إن عادوا.
يُذكرنا يوم اللاجئ العالمي بمسؤوليتنا جميعاً تجاه هؤلاء الأشخاص، وبضرورة بذل جهودٍ مُشتركةٍ لتقديم الدعم لهم. لذا ندعو المجتمع الدولي الى تقديم الدعم المالي واللوجستي لللاجئين في الداخل والخارج، إضافة إلى توفير فرصِ العملِ والتعليمِ لللاجئين وظروف صحية ومعيشية أفضل . وكذلك فكّ الحصار الجائر على سورية والشعب السوري، وإزالة العقوبات الظالمة التي فرضتها بعض الدول تلبية لمصالحهم.
كما ندعو أفرادَ المجتمعِ إلى:
- التعاطف مع اللاجئين السوريين.
- مُشاركة المعلوماتِ عن وضعِهم مع المجتمعِ.
- التطوعُ لمساعدتهم في مختلف المجالات.
فمن حقِّ اللاجئين السوريين أن يعيشوا حياةً كريمة وآمنة، وهم يستحقون الأفضل.