أعداء سورية.. كلّهم وراء الأكمة!
فادي إلياس نصار:
تنضوي تصريحات وزير الدفاع التركي يشار غولر، الأخيرة بأن (بلاده تدرس إمكانية سحب قواتها من سورية بشرط ضمان بيئة آمنة وتأمين الحدود التركية بشكل كامل)، في إطار التصريحات الدبلوماسية الخُلّبية التي أشبعت بمثلها منظمة الأمم المتحدة والدوائر التابعة لها الشعب السوري وقبله العراقي، والكوبي والفنزويلي واليمني وقبلها كلها الشعب الفلسطيني.
وعود كاذبة بل ومشروطة، الأنكى من ذلك كله أن الوزير التركي أنهى تصريحه بكلمة (إذا لزم الأمر) وكأني به يتبع سياسة أجداده السلاطين العثمانيين. ومن هنا جاء رد وزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد واضحاُ وصريحاً إذ قال: (الشرط الأساسي لأي حوار سوري – تركي هو إعلان تركيا استعدادها للانسحاب من أراضينا).
المنطق والعقل يقول إن كل من يعرف حقيقة المحتل التركي يجب أن يقف مع الدولة السورية قلباً وقالباً، فكلنا يعلم أن السلجوقي إردوغان، جعل حدود بلاده مشرعةً ليدخل إرهابيو العالم الى سورية بغية نهب ثرواتها، وتدمير بنيتها التحتية، حينها كانت البلاد تنعم بالاكتفاء الذاتي الى حدٍ كبير (قبل الحرب كان قطاع الأدوية السوري يغطي 90٪ من الحاجة المحلية، وتجاوز الناتج المحلي في سورية حينها 64 مليار دولار، فيما حل القطاع النفطي السوري في المرتبة 27 عالمياً من حيث الإنتاج). وبعلم جميعنا أن عدد المصانع التي نهبت من حلب وحدها تجاوز الألف، وأن الآثار السورية التي جرى نهبها من منطقة إدلب وريفها (القرى المنسية وعفرين) وحدها، يكفي ثمنها لبناء سورية مرتين.
لكن الثعلب السلجوقي لم يكن وراء الأكمة وحده، فقد كانت أطماع قطر واضحةً تماماً، تكمن في أن سورية تشكل ممراً ممتازاً لشحنات النفط الخليجي إلى بلدان أوربا المستهلك الأول، علماً أن الحكومة رفضت قبل بداية الحرب مرور خط النفط القطري إلى أوربا، ولكن كل ذلك في كفة وفي الكفة الأخرى، من أسباب الحرب على سورية، كان الإعلان الرسمي لشركة أنسيس Ansis، التي مسحت ما يقارب خمسة آلاف كيلومتر مربع في البحر، عن اكتشاف 14 حقلاً في المياه الإقليمية الدولية السورية، أربعة فقط منها تقع في المنطقة الممتدة من الحدود اللبنانية إلى منطقة بانياس، (تحتوي إنتاجاً نفطياً يعادل إنتاج دولة الكويت من النفط، ومجموعه يتخطّى كل ما هو موجود في قبرص و لبنان وفلسطين المحتلة معاً) .
الأمر الذي أكدهُ تقرير أصدره معهد الدراسات الإستراتيجية التابع للجيش الأمريكي، مُقدّراً الموارد الموجودة في المنطقة بما يقرب من 1.7 بليون برميل نفط و122 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.
وما إن أعلنت سورية في شهر آب من عام 2011 عن اكتشاف حقل غاز في منطقة (قارة) في ريف دمشق (القلمون) الذي كان سيجعل من سورية مركزاً لحقول الغاز في المتوسط، وذلك بقدرة تفوق الــ 400 ألف متر مكعب يومياً، حتى جن جنون دول تدعي أنها المدافع الأول عن حقوق الانسان، والحارس للطبيعة الأم ومكوناتها على مدار الكوكب، فدعمت الإرهاب، ونظمت تخريب الحياة السورية.
حتى الشركات التي حصلت على حقوق التنقيب في مرتفعات الجولان السوري المحتل ومنها شركة جيني للنفط والغاز ((Genie Oil and Gas، (يملك روبرت مردوخ إمبراطور الإعلام العالمي أكبر نسبة من الأسهم فيها) لم تخفِ قلقها من تلك الاكتشافات النفطية والغازية. فدعمت بدورها الإرهابيين وشكلت ما يسمى غرفة (الموك) بهدف أقل ما يقال في وصفه هو تدمير سورية.
تساؤلات عدة يوجهها السوريون، في فترة ما بعد الحرب وما قبل إعادة الإعمار، إلى المحتل التركي وغيره من دعاة الحرية والديمقراطية الذين شاركوا بالحرب على بلادنا، فيقولون:
*ألم تدعموا الإرهاب (ولا تزالون) بكل فصائله كي تستمر الحرب لسنوات وسنوات حتى بعد توقف القتال؟
*ألم تعملوا على تدمير البنية التحتية في البلاد بغية إنهاك الدولة السورية وإخضاعها، وجعلها غير قادرة على الاستفادة من نفطها؟
*ألم تسمح دول الاتحاد الأوربي بشراء النفط السوري المسروق من قبل مرتزقة إرهابيين؟ *ثم ألم يشترِ الثعلب التركي معامل الصناعات الثقيلة والخفيفة التي سرقها أعوانكم من دعاة الحرية من حلب؟
*ألم تهجّروا إلى الداخل كما إلى خارج البلاد ملايين الأُسر السورية، فحولتم المجتمع إلى فوضى عارمة؟
*ألم تتسبب الحرب الإرهابيّة الشرسة التي تدعمونها وتفتحون أبوابكم لقادتها بحرائق في الغابة السورية أضرت بشكل فظيع بالتنوع البيئي؟
*ألم يلوث هؤلاء، بتوجيه ودعم كاملٍ من الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي ومعهما تركيا (بما يخدم إسرائيل) حياة الناس وحتى الهواء، المياه والتربة، على طول الأرض السورية وعرضها؟
*ألم تقوننوا شراء ما نهبت تلك الفصائل من أثارٍ تفوق قيمتها التاريخية كل أموال الأرض. بل واشتريتم حيوانات ونباتات نادرة كانت محمية، في محميات الدولة السورية؟
نحن نعلم أن وراء الأكمة ما وراءها، فليس وحدها الكلاب السلجوقية بل أيضاً البنك الدولي، صندوق النقد، ومجموعة دول الاستعمار الجديد الخادم الوفي للكيان الصهيوني.
ثم تقولون لنا، حقوق إنسان وشرعية دولية وأنه ستتم إعادة إعمار البلد، بعد الحرب، إن حبل كذبكم قصير جداً.. فانسحبوا من بلادنا، شعوبنا وحياتنا، أيها العابرون الناهبون!