لماذا ينادي العلمانيون وفي مقدمتهم الشيوعيون بفصل الدين عن الدولة؟
وحيد سيريس:
إن الدولة كيان سياسي وهذا الكيان له دستور، وهو عقد اجتماعي يخص كل المواطنين القاطنين في الحدود السياسية لهذا الكيان (الدولة)، وبالتالي يضم هذا العقد بنوداً فيها الحقوق والواجبات والمسؤوليات، وهي شاملة لكل الأفراد الذين يحملون جنسية هذا الكيان.
ولأن الدولة كمفهوم سياسي اجتماعي، ولتحافظ على بقائها واستقرارها وتطورها، فإن بنود دستورها (العقد) يجب أن يعطي حقوقاً وواجبات متساوية لكل أفراده، لتعزيز مبدأ المواطنة، وبالتالي تجذّر الشعور بأهمية المواطن (الفرد) وفائدته ومصلحته في الانتماء إلى هذه الدولة، مما يؤدي إلى خلق بيئة الاستقرار المجتمعي لأفراد هذا الكيان.
سورية دولة متعددة الأديان والمذاهب والطوائف والقوميات، وإن الهوية الدينية أو القومية، وحتى العشائرية وغيرها من الهويات الفرعية.. يجب عدم التعامل مع أي مجموعة_ دستورياً_ بشكل يؤدي إلى تعزيز الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية الجامعة (السورية)، ما سيخلق صراعات بين الهويات على الامتيازات، مما يؤدي إلى زعزعة استقرار الكيان (الدولة).. وبالتالي تتمزق الوحدة الوطنية، وتصبح أهمية هذا الكيان (الدولة) والمصلحة في استمراره واحداً موحداً، عند بعض مجموعات الهويات الفرعية التي سيطولها التمييز في مستوى حقوقها، ستصبح في حالة تراجع وإعادة النظر، في انتمائها للكيان السياسي الموحد (سورية).
إن الانتماء الديني هو انتماء فرعي وطوعي لأي مواطن.. وللحفاظ على احترامه وقدسيته، يجب فصله تماماً عن الدولة دستوراً وسياسات داخلية، فلنستفد من أخلاقيات الدين في التربية والسلوك، ولنبعده عن التشويه والاستخدام السياسي في مجتمعنا؛ لأن السياسيين الفاسدين سيستخدمونه.. وقد استخدموه في التجييش السياسي، للوصول إلى أهدافهم في الهيمنة ولو على حساب حق المواطنة وسلامة ووحدة الوطن.
من مصلحة الوطن أو الدولة السورية، وكل أفراد الشعب السوري، فصل الدين عن الدولة سواء في الدستور، أو في مسار تطبيقه على الأرض.
(إضاءة مني.. عن أحد بنود مشروع البرنامج السياسي الذي سيقدم للمؤتمر العام الرابع عشر للحزب الشيوعي السوري الموحد… بند فصل الدين عن الدولة).