أطفالنا.. ما بين العيش والحقوق

رنيم سفر:

بعد أيام ينتهي العام الدراسي، وأمام العوز والحاجة، يلجأ معظم الأطفال والأهل معهم، للبحث عن عمل ما ليسد ما يستطيع به مما يحتاجه سواء في فصل الصيف أو لما يجب تحضيره للعام الدراسي الجديد.

ففي الوقت الذي ينبغي على الأهل العمل على إرسال أولادهم إلى دورات في اللغات والكمبيوتر أو أي شيء يخدم مستقبل طفلهم، يرى الأب والأم حالهم في وضع لا يقبل القسمة على اثنين.. وهو عمل الطفل ووضعه في مكان المنتج من أجل الحصول على دخل إضافي يساعد به أهله في مواجهة متطلبات الحياة.

معركة البقاء في زمن الشقاء، كُتب التعب على أطفالنا في سورية، فالفئة العمرية الأكثر تضرراً من الحرب وتداعياتها هي فئة الأطفال، هم مَن حُرموا من حقوقهم الأساسية كالتعليم والرعاية الصحية واللعب وعيش حياة كريمة، ووضعتهم الظروف في مواجهة تحديات اجتماعية واقتصادية وإنسانية صعبة مضطرّين للعمل.

لذا نجد انتشار عمالة الأطفال وهي واحدة من أبرز التحديات التي تواجه الطفل السوري باعتباره الطفل المحروم من حقوقه البسيطة والمجرد من متاع الدنيا، وإن تعمقنا بالموضوع لوجدنا أن أغلبهم من المهجرين من بيوتهم وغير القادرين على متابعة التعليم، فهم المتكفلون بأسرهم، تحملوا مسؤوليات في عمرٍ صغير، فأطفال العالم يُحملون على الأذرع ويربت على أكتافهم، في حين أصبح أطفالنا رجالاً بعمر الطفولة، وللعلم يترتب على عمالة هؤلاء الاطفال آثار سلبية وجسدية ونفسية خطيرة، إذ يعانون من إرهاق بدني وعقلي، فقد نسوا الاستمتاع بطفولتهم، عندما صار أحدهم يعمل بنبش القمامة لبيع البلاستيك والحديد وغيرها من المواد القابلة للبيع، والعمل في المنطقة الصناعية، وحمالين وباعة متجولين ومساعدين في الورشات التي تحتاج إلى مجهود بدني كبير، وهم  الأكثر عرضة للعنف والاستغلال وتعاطي مواد الإدمان، ويلجأ الكثير منهم إلى المخدرات من أجل تحمّل حياتهم المضنية وأوضاعهم المزرية.

ولكن كم مرة سنسأل أنفسنا: إلى متى سنبقى هكذا؟  متى سينتهي الفقر وغلاء الأسعار، فهما سبب عمالتهم الرئيسي إضافة لعدم الاهتمام بهم، فهو من جبرهم على العمل للبقاء أحياء؟!

دمتم ودمنا سالمين!

 

العدد 1140 - 22/01/2025