بلا عنوان..
رمضان إبراهيم:
ذات ربيع عابر.. اخضوضرت أغصانها وتبرعمت روحها.
تحسّست نهدها.. مسحت شفتيها بأطراف أصابعها.. دفء مفاجئ.. الدفء الذي انتابها تسرّب إلى الأعماق.
أهي ومضة العشق!؟ أم ومضة الرحيل!؟
عطور أزهارها تعابثها الريح..
والعصافير التي طارت.. كان لزقزقتها ألحان الربيع..
اقتربت فراشة من منبع الضوء.. دارت كثيراً دون أن تدري أنها دورتها الأخيرة.
ذات خريف..
ذبلت الأوراق.. اصفرّ وجهها.. وتجعّدت شفتاها.. حملتها الريح.. بعثرتها على الدروب الوحيدة..
حزنت..
الثمار ترامت على الأغصان..
لم يرُق طعمها لمذاقها
هدأت النار.. تناثر الصقيع بين الجذور.. مدّت يدها لتتحسّس صدرها.. كان بعيداً..
تعرّت روحها.. كادت أن تنفر من بين الأزرار..
أعادت التقاطها
خبأتها في صومعة العشق..
قالت لقلبها الملتاع:
مَن منّا على الرصيف الآخر!؟
وابتعدت عن المكان.
قالت شمس على وشك الأفول:
كل شيء إلى زوال.. فعلام البكاء!؟