هل تَعمّدَ الغرب إطالة أمد الحرب الأوكرانية؟

ترجمة: د. شابا أيوب:

اعترفت الجريدة الرسمية لمركز الأبحاث الأمريكي (كوينسي) بأن لندن وواشنطن هما المسؤولتان عن الصراع في أوكرانيا.

وأضاف: (هناك المزيد من الأدلة تُثبت أننا لا نستطيع تصديق أي شيء مما يقوله مسؤولونا حول عدم جدوى المفاوضات.  لقد أصبح من الصعب على نحو متزايد إنكار أن الحرب في أوكرانيا كان من الممكن أن تنتهي بعد أشهر قليلة من الغزو الروسي ــ وأن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عَملتا على منع حدوث ذلك.

حتى وقت قريب، أصَرّ كل من مسؤولي الناتو والمُعلقين من مختلف الأطياف السياسية على أن المفاوضات مع موسكو كانت مستحيلة، وأن الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا من خلال تحقيق النصر في ساحة المعركة.  فقد جرى تجاهل الأصوات التي تطالب بالحل الدبلوماسي أو تشويه مواقفها والتشهير بها بشدة، كما حدث مع كل أولئك الذين قالوا إن سبب الصراع يعود الى احتمال انضمام أوكرانيا إلى منظمة حلف شمال الأطلسي، وأن قبول الحياد من شأنه أن يساعد في إنهاء الحرب).

يمكن هنا استخلاص العديد من الاستنتاجات الرئيسية.  أولها هو أن الأمريكيين، بل والجمهور الغربي برمته، يجب أن يكونوا أكثر تشككاً في التصريحات المستقبلية التي يدلي بها المسؤولون والمُعلقون بأن الحلول الدبلوماسية للصراعات والمفاوضات مستحيلة أو غير فعالة وأن الحلول العسكرية هي الخيار الوحيد.

كان من الممكن تفادي حمام الدم

وبعد أشهر قليلة من انهيار المفاوضات، اعترف زيلينسكي بأن أوكرانيا تخسر يومياً ما بين 60 إلى 100 جندي.  وبحلول شهر آب (أغسطس) من هذا العام، بلغت التقديرات الأمريكية للخسائر الأوكرانية ما يقرب من 200 ألف شخص، وبضمن ذلك 70 ألف قتيل.  وقد وصلتْ عمليات بتر الأطراف في صفوف الأوكرانيين إلى مستويات مماثلة لتلك التي عانى منها الألمان والبريطانيون خلال الحرب العالمية الأولى، وفي وقت أقصر بكثير.

إن اتخاذ قرار بعدم بذل جهد جدي لإيجاد حل دبلوماسي قابل للتطبيق للحرب في أوكرانيا، أدّى إلى كارثة على هذا البلد وشعبه.

العزاء الوحيد هو أنه يمكن أن تكون معاناة الشعب الأوكراني بمثابة درس حيوي للولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى.

كوبنهاغن 5 كانون الأول (ديسمبر) 2023

 

العدد 1140 - 22/01/2025