معاداة الشيوعية في أوربا تتزايد
ترجمة د. شابا أيوب:
نشرت جريدة (الشيوعي)* التي يُصدرها الحزب الشيوعي في الدنمارك في عددها الثاني الصادر في شباط 2023 المقال التالي:
معاداة الشيوعية في ازدياد وتتخذ طابعاً نظامياً
شدّدت الحكومة البولندية من قانونها الجنائي بحيث تصل العقوبة إلى ثلاث سنوات سجن لأي شخص (يُروج علناً، يُنتِج أو يَستورد، يَبيع، يخزن أو يَنقل، يَعرض مطبوعاً أو منشوراً إلكترونياً أو أي شكل آخر من أشكال الرموز والأفكار الشيوعية).
وسيدخل هذا القانون حيز التنفيذ في بداية آذار (مارس) 2023، وأن أي شخص بحوزته كتاب أو مُلصق أو فيلم تاريخي حتى وإن كان من تاريخ بولندا الحديث في القرن العشرين، فمن المُحتمل أن يُتهم بالدعاية للشيوعية ويُواجه أحكاماً بالسجن.
وسيعزز هذا القانون المقارنة غير المقبولة التي يروّج لها الإعلام الغربي من اعتبار الشيوعية والنازية وجهان لعملة واحدة، لذلك ينبغي حظرهما.
إن الحق في حرية التعبير السياسي والحق في المناظرة والمواجهة السياسية والفكرية يتم التضييق عليها في أكثر من ثلث الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي.
ففي بولندا مثلاً، تعرّضَ أعضاء الحزب الشيوعي البولندي مِراراً للاضطهاد والحظر والمقاضاة لمجرّد نشر بيان أو صحيفة. وينطبق الشيء نفسه على أساتذة الجامعات الذين يُنظمون ندوات جامعية حول الماركسية، ويشمل هذا الاضطهاد حتى المتظاهرين الذين يرتدون قمصاناً عليها صورة لينين.
في ضوء هذه الخلفية، طرحَ الرفيق ليفتيريس نيكولا ألاَفانوس
(Lefteris Nikolaou-Alavanos)
من الحزب الشيوعي اليوناني والعضو في برلمان الاتحاد الأوربي، الأسئلة التالية على مفوضية الاتحاد الأوربي:
ما هو موقف المفوضية مِن:
١ – تجريم الشيوعيين ومنع الشعوب من حرية التعبير السياسي عندما يتخذ هذا التجريم طابع المطاردة الحقيقية في كل من بولندا وثلث دول الاتحاد الأوربي؟
٢ – فرض حظر فعلي على الإيديولوجيا الشيوعية والعمل الشيوعي، وبالتالي حظر الحزب الشيوعي، الذي يناضل باستمرار من أجل مصالح العمال والشعب؟
٣ – من المطالبة بوقف كل أشكال الاضطهاد للشيوعيين الآن، وإلغاء جميع القوانين المناهضة للشيوعية التي تحظر نشاط الشيوعيين والتي تنتهك الحريات الأساسية للناس في بولندا، ودول البلطيق، والدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوربي؟
ولحدّ هذه اللحظة ما زالت مفوضية الاتحاد الأوربي لم تٌجب على هذه الأسئلة ولم تستجب لهذه المطالب.
كما ندّد أعضاء في البرلمان الأوربي من الحزب الشيوعي اليوناني بتصرفات الحكومة البولندية مُشيرين إلى أن: (الحكومة البولندية الرجعية تُدمّر النُصب السوفيتية التي ترمز إلى السلام والنضال ضد الفاشية، والتضامن الأممي وضد الحروب، بينما تُشيد وتمجّد المتعاونين مع النازيين).
ويقوم الاتحاد الأوربي وحلف شمال الأطلسي، مع البرجوازية البولندية بتسليح المجموعات الفاشية مثل (كتيبة آزوف) في أوكرانيا، وتنعت ستيبان بانديرا وأتباعه بوصفهم (مُحررين).
إنّ من يتعرّض للاضطهاد طوال الوقت هم الشيوعيون والإيديولوجية الشيوعية، وسيؤدي هذا إلى إضعاف الحركة العمالية، ونرى بموازاة ذلك أيضاً هجمات متزايدة على حقوق العمال في جميع أنحاء دول الاتحاد الأوربي.
——
(*) جريدة تصدر مرّة واحدة كلّ شهر.