في ثقافي أبو رمانة بدمشق تكريم المخترع الموسيقي إدوار شمعون
تعود القراءة النقدية والتحليلية للمخترع والموسيقي السوري إدوار شمعون من فكرة مركزية الحضارة السورية،ويعتمد في تحليلاته على المدارس النقدية الحديثة،فيفكك نماذج من عيون الأدب العالمي والأناشيد المغناة في التاريخ السوري القديم مثل (الملاحم والأساطير)، ويحاول في تلك القراءة والمطابقة بين النصوص السورية القديمة وماقدمته البشرية من موسيقا حديثة ومعاصرة، الاعتماد على جوهر الموسيقا السورية التي أعطت العالم مفاتيح الموسيقا والشعر، وابتكرت أولى الآلات الموسيقية، وذلك عبر المقارنة بين اللغات القديمة واللغة الآشورية، وليثبت بالشواهد مدى تأثر العالم بالموسيقا السورية وآلاتها.
وضمن سلسلة (مكرمون) التي يقيمها بشكل دوري المركز الثقافي العربي في أبو رمانة بدمشق قدم الباحث والمخترع الموسيقي إدوار شمعون تفاصيل الآلات الموسيقية التي ابتكرها، وتحدث عن أهم إنجازاته الفنية في مجال البحث الموسيقي، إضافة إلى شرح معمق عن أهمية الأبجدية السورية في نظم الشعر لجميع ثقافات العالم.فوصل إلى النتيجة بالقول 🙁 لولا الأبجدية السورية لما كان هناك شيء في العالم اسمه تاريخ فهي التي كتب فيها التاريخ والعلوم والفنون والآداب والقانون والديانات وغيرها، وهي جزء من مفاخر عطاءات سورية الحضارية التاريخية للعالم لتذكرهم جميعاً بأفضالها العظمى هذه عليهم وبجهالة ما يفعلون بها اليوم).
وفسر في كثير من التفاصيل الجمل الموسيقية التي ترتكز عليها الآلات الموسيقية الشرقية عموماً، إضافة إلى الآلات التي أضافها أو طورها في هذا الصعيد وأهداها إلى متاحف العالم الموسيقية، وبيّن ماهية كل آلة وتميُّزها عن الآلات المعروفة، وهدفه من ذلك أن قدرة الإنسان على الابتكار كبيرة ومتجددة ولاتقف عند حدود ماقدمه الأجداد وما أنجزته البشرية للإنسان المعاصر، ليبدع موسيقياً على الآلات التي بين يديه، فاعتمد منهج التجريب في اختراعاته مستنداً إلى ميوله وعشقه للموسيقا من جهة وتكنيكه في العزف على آلة العود من جهة أخرى. وقد مهد ذلك له الطريق سريعاً خلال سنتين من الجهد والبحث فاخترع مجموعة من الآلات انبثقت من آلة العود الأساسية، لكنها تؤدي عزفاً مزدوجاً يجمع بين الكمان والعود.
ولد إدوار شمعون في ديريك (المالكية) محافظة الحسكة عام ،1939 وحصل على إجازة في الفلسفة من جامعة دمشق عام 1988. وهو باحث وكاتب وعازف عود وملحن، وعضو في نقابة الفنانين. شارك في العديد من المؤتمرات الموسيقية العربية في القاهرة وبغداد. أهدى عود محمد عبد الوهاب إلى متحفه المسمى باسم الموسيقار الكبير، ونال شهادة تقدير. ابتكر اثنتي عشرة آلة موسيقية عربية وترية، ويمكن لكل عازف على العود أن يعزف عليها بالريشة والقوس، لأنها بلمسات العود وتوزيعات علاماته الموسيقية. وأهم الآلات التي ابتكرها (العروبة، الكمان السوري، شآم، عود هدى، عود وديع الصافي، عود فريد الأطرش، عود أسمهان، عود عبد الوهاب، كمان أم كلثوم، كمان فيروز، كمان هيروشيما، القيثارة السورية نغم وهي بحجم العود العادي: وأوتاره مفردة وعادية غير فولاذية، وتقوم مقام الغيتار الأوربي). وقد حاز العديد من الجوائز وشهادات براءة اختراع، أهمها جائزة الأمم المتحدة الوايبو الدولية، وجائزة الباسل للإبداع.