فرقة أمية للفنون الشعبية في نفحات صوفية

اكتملت جمالية الجملة الموسيقية مع الحركة التعبيرية الراقصة في عرض (نفحات صوفية) لفرقة أمية للفنون الشعبية، إذ انسجمت الجملة الموسيقية والصوت الغنائي مع حركة التعبير، فكشفت الرقصة فضاء الحالة الجمالية العرفانية والتي ترفع الذات البشرية إلى مصاف الوجد والحلول والذوبان في الذات الإلهية، ويظهر ذلك في الإنشاد والرقص الصوفي المرتكز في ذروته على الحركة الميلوية والنوبة الشاذلية والرفاعية.

وكان لعرض (نفحات صوفية) على مسرح الحمراء بدمشق مؤخراً، بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف، حضور للإنشاد والجمل الموسيقية الدينية إذ زاوجت الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو نزيه أسعد بين الموشحات القديمة (املأ لي الأقداح صرفاً)، وبين العرض التعبيري الراقص. فكان الانسجام في ذروته في وصلة بليل الإقبال إذ غطت فضاء المسرح الدائرة الميلوية بعرضها التراثي المميز، مع الكثير من الإيقاعات التي تتسارع شيئاً فشيئاً لتصل إلى ذروة الوجد والصوفية.

ويشير الكريوغراف ومدير فرقة أمية تيسير العلي في مقدمة العرض إلى الرقص الصوفي بقوله: (هو رقص سماع ويكون بالدوران حول النفس والتأمل الذي يقوم به من يسمون الدارويش بهدف الوصول إلى مرحلة الكمال ويهدفون إلى كبح شهوات النفس والرغبات الشخصية عبر الاستماع إلى ذكر الله والتفكير فيه).

 بدأ العرض بافتتاحية موسيقية (سماعي نهاوند) لعدنان أبو الشامات، وهو جاء كعتبة موسيقية للدخول في عالم التصوف والعرفان، إذ كان للآلات الشرقية والإيقاعات حضورها عبر الجمل الموسيقية الطربية الطويلة، وأدى الكورال مع الفرقة موشح (املأ لي الأقداح صرفاً)، ثم قدمت الفرقة النوبة الشاذلية والرفاعية، تخللتها مجموعة من الابتهالات كابتهال (سبحانك ربي) لعدنان أبو الشامات، أداه المغني عبد النور بلكه، واختتم العرض بالمولوية بمرافقة الفرقة الموسيقية.

يذكر أن فرقة أمية للفنون الشعبية هي إحدى الفرق التابعة لوزارة الثقافة، ومنذ تأسيسها دأبت على تقديم العروض الفلكلورية والتراثية، إذ قدمت مجموعة من العروض داخل القطر وخارجه، وتنوعت عروض الفرقة بين الأندلسي والديني والتراثي، ونالت العديد من الجوائز بعد مشاركتها في مهرجانات عربية ودولية ومحلية.

أما الفرقة الموسيقية فتتكون من ثلاثين عازفاً ومردداً ومنشداً، بقيادة المايسترو نزيه أسعد. وقدمت الفرقة مجموعة من المقطوعات الموسيقية وشارك في أداء (الصولو) الغناء الإفرادي كل من عبد النور بلكه وهدية سبيني ونزار مواس.

يوسف الجادر

العدد 1140 - 22/01/2025