الجولان في عيوننا
بمناسبة الذكرى السنوية الحادية والثلاثين لرفض الهوية الإسرائيلية والإضراب الكبير لأهلنا في الجولان المحتل ضد قرار الضم، أقامت جمعية أبناء الجولان الخيرية بالسويداء، وبالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين وتحت رعاية السيد عاطف النداف محافظ السويداء، مهرجانها الثقافي الأول بعنوان (الجولان في عيوننا) يوم الخميس الواقع في 14/2/2013، وذلك على خشبة مسرح التربية وصالة نقابة المهندسين الزراعيين في السويداء. الراعي الرسمي للمهرجان والرئيس الفخري للجمعية الأستاذ زياد نواف صيموعة، القنصل الفخري السوري في لاغوس نيجيريا.
تعريف بسيط عن الجمعية
بدايةً التقينا السيد عصام حمادي، نائب رئيس مجلس الإدارة مسؤول اللجان ومدير المهرجان، الذي زودنا بموجز بسيط عن الجمعية قائلاً: إن جمعية أبناء الجولان الخيرية في السويداء تأسست عام 11/2/2012 لأسباب عدة، أهمها بشكل رئيسي وجود أكثر من مئتين وعشرين أسرة من أبناء الجولان في المحافظة، أي ما يقارب ألف ومئتي نسمة. ولكي يبقى الجولان الحبيب حاضراً في أذهاننا نحن وأبناؤنا، فقد شكّلنا الجمعية بخمسة عشر مؤسساً، من بينهم معلمون ومثقفون وعمال وفلاحون وغيرهم. واتفق الجميع على تشكيل الجمعية ضمن القوانين التي تحكم الجمعيات المعترف بها عموماً في القطر. كان لتشكيل هذه الجمعية عدة أهداف، منها: دراسة واقع أبناء الجولان المقيمين في المحافظة، وتقديم الدعم لهم بشكل عام، ثم إقامة مشاريع بيئية تدعم الجمعية وتوفر لأبنائها فرصاً للعمل، وإنشاء صندوق معونة ووفاة من أعضاء الجمعية، وصندوق ادخاري غير إلزامي لتقديم القروض للراغبين في الاشتراك.
قامت الجمعية منذ تأسيسها بعدّة نشاطات، مقدمةً معونات غذائية ووصفات طبية وألبسة للمحتاجين من الفقراء من أبناء المحافظة، وفعاليات أهمها: تكريم الأسير المحرر صدقي المقت عميد الأسرى السوريين العرب، وذلك في الفندق السياحي في السويداء، بحضور محافظي القنيطرة والسويداء وأكثر من ألف ومئتي شخص، وغير ذلك من نشاطات محليّة على نطاق المحافظة.
وقائع المهرجان
في اللقاء مع مسؤولة لجنة الأنشطة في الجمعية المهندسة مانيا الوقيه ومخرج المهرجان الأستاذ نجوان مرشد، جرى الحديث عن كيفية الإعداد والتحضير لبرنامج المهرجان. فقد افتتح المهرجان يوم الخميس 14/2/2013 الساعة 12 ظهراً على خشبة مسرح التربية في السويداء، وتضمن البرنامج المُعَد للافتتاح كلمة ترحيب بالحضور، ألقاها ممثل الجمعية. ومن بعدها كلمة الرئيس الفخري للجمعية الأستاذ زياد صيموعة، ألقاها أخوه نيابةً عنه. وكلمة السيد محافظ السويداء الدكتور عاطف النداف، ألقاها ممثل المحافظ الأستاذ بشار النصار، رحب فيها بالحضور موجهاً تحيةً لأبناء الجولان المقيمين في محافظة السويداء ولأهلنا في الجولان المحتل مستذكراً بطولاتهم ومواقفهم ونضالهم وصمودهم في وجه آلة القتل الإسرائيلية، ومثنياً على موقفهم الرافض للهوية وللاحتلال الإسرائيلي لأرضنا الحبيبة.
وألقى الأستاذ مدحت الصالح محاضرة عن الجولان تكلم فيها عن مواجهة أهلنا للقرار الإسرائيلي المشؤوم، مستذكراً عدة شواهد وبطولات ومعارك خاضها أبناء الجولان، مؤكدين رفضهم للهوية وللاحتلال وانتمائهم إلى الوطن الأم سورية. ثم انتقل الحضور من مسرح التربية إلى صالة نقابة المهندسين الزراعيين في السويداء التي عُرض فيها عددٌ من اللوحات الفنية والرسوم والمنحوتات الحجرية لمجموعة من الرسامين والفنانين، من بينهم ضيوف شرف من كلية الفنون الجميلة.
وفي اليوم الثاني للمهرجان وبمناسبة يوم الطفل أقيمت مسرحية (الضيف) من إخراج الأستاذ نورس الملحم، شارك فيها عدد من الأطفال الموهوبين، إضافة إلى فقرات إستعراضية ومسابقات للأطفال.
أما في اليوم الثالث للمهرجان وهو السبت فقد كان يوماً موسيقياً، إذ أحيت الطرب الأصيل، فرقة (قطر الندى) لمجموعة من الطلاب بقيادة الأستاذ أباذر قماش، وقدّمت فيها معزوفات موسيقية رائعة تضمنت أغاني للسيدة فيروز وللمطرب المرحوم فريد الأطرش بصوت أعضاء الفرقة كورال وموسيقيين وبإقبال جماهيري عفوي كبير، رغم تواضع الإمكانات. وبعدها وصلة غنائية لطلاب المعهد المتوسط الموسيقي بالسويداء، وفقرة غنائية للفنان رفعت بوعساف.
اليوم الرابع للمهرجان كان يوماً سينمائياً، فقد عرض فيه فلم ( الهوية) للمخرج غسان شميط.
اليوم الخامس والأخير للمهرجان وهو يوم الاثنين 18/2 جرت فيه أمسية شعرية، أحياها الشعراء عدنان علم الدين، بشار أبو حمدان، محمد منذر، ماجد رضوان، تيسير رجب. واختتم المهرجان بمزاد علني على اللوحة المنحوتة والفائزة بالمركز الأول، يعود ريعها لدعم صندوق الجمعية، ومن ثم تكريم المشاركين والرعاة للمهرجان الثقافي.
ختاماً قدم أعضاء الجمعية ونائب رئيس مجلس الإدارة شكوى نعرضها في جريدتنا أيضاً، لعلها تساعد في الحل مستقبلاً. إذ اضطرت الجمعية لشراء مولدة كهرباء بسبب القطع المستمر للتيار عن مسرح التربية في أوقات العرض والتدريب، مع العلم أن إدارة الجمعية راجعت مسؤولين في مكتب السيد المحافظ أكثر من مرة، ومؤسسة الكهرباء متمثلةً بمديرها شخصياً، لكن بلا جدوى أيضاً، رغم أن المهرجان مناسبة وذكرى وطنية غالية على قلوبنا جميعاً.