لينا شماميان تغني المأساة السورية في باريس
فيما كانت الآلات الموسيقية تنتظر وحيدة على (مسرح الشهيد رفيق الحريري) في معهد العالم العربي في باريس، تحت إضاءة خافتة جداً، دخلت المغنية السورية لينا شماميان مؤدية بصوتها الشجيّ أغنية (يالله تنام) من دون موسيقا. هكذا اختارت شماميان لقاء جمهورها ليل السبت – الأحد، قبل أن توافيها الفرقة إلى المسرح.
حافلة بالأفكار والتأملات المستوحاة من الذاكرة السورية الملتحفة بالسواد، جاءت أغنيتها (يا هلي) من أسطوانتها الجديدة (غزل البنات)، التي تفاعل معها الجمهور الذي كانت غالبيته من شركاء المأساة السورية.
وبعيداً عن المناخ العام الذي يكسوه الحزن، غنت شماميان (لو كان قلبي معي) محاولة التواصل مع الحب، ولو كان من النوع الأسود ويكسوه الفراق والولع والصبابة. ثم أدت أغنية (يا دلهو) ذات الإيقاع السريع الذي تناغم معه صوت شماميان برشاقة، للحيلولة دون الضجر.
الأغنية الأخرى الجديدة من أسطوانة (غزل البنات) حملت عنوان (أول مسافر)، كلمات ماهر صبرة، واصفة حالة من التردّد يعيشها الإنسان قبيل أي رحلة سفر طويلة الأمد، ورغبة النجاة من الموت لمعانقة الحياة وعيش مغامرات جديدة. ثم أتى دور أغنية (غير شي) بالإنكليزية والعربية، من الأسطوانة الجديدة أيضاً.
وشماميان، التي غنت للمرة الأولى في سن الخامسة، نجحت في تكوين خط متفرّد فنياً يرتكز على تغليف الأسلوب الكلاسيكي بامتزاجات متناغمة من موسيقا الجاز والموسيقا الشرقية والأرمنية، لتصوغ أعمالاً غنائية باللغة العربية والأرمنية واللهجات المحلية تتنوع بين الجديد والقديم المطوّر.
وفي هذه الحفلة الباريسية، قدّمت (يا صايحة يا ناحية) التي تصوّر مشهداً صوتياً مستوحى من المأساة السورية، إذ تنغرز كلمات الأغنية في القلب مثل نصل سكين لامع، لكنه أكثر إيلاماً. قبل أن تنتقل لتغني غيرها، أخبرت شماميان الجمهور المحتشد في المسرح عن أسطوانتها (غزل البنات)، وكيف استطاعت التخفيف من الخوف ومواجهة العنف بالموسيقا.