عن الرواية واللوحة… «جميلة» أنموذجاً
نُشرت رواية (جميلة) للمرة الأولى في مجلّة (نوفي مير – العالم الجديد) عام 1958 وأدى نشرُها دوراً كبيراً في مصير الكاتب السوفيتي – القرغيزي جنكيز آيتماتوف، ولاسيما حين ترجمها إلى الفرنسيّة لويس أراغون ووصفها بأنها (أجمل قصّة حب)، وهي بالفعل قصّة حب، ولكنّه الحب في زمن الحرب، وفي الريف القرغيزي البعيد، الحبّ الذي يراهُ الكثيرونَ مُحرّماً ومرفوضاً، ولكنّه يندفِعُ نحو النور متحدياً طبيعة الحرب، وقواها التدميريّة والرفض الاجتماعي، كما تفعل زهرة البرقوقِ متحديةً بساط الثلج الأبيض.
تبدأُ الروايةُ من نهاية الحكاية، ثُمّ تعودُ بنا إلى البداية دفعةً واحدة ليسير السردُ انسيابياً خطيّاً وصولاً من جديد إلى لحظة النهاية تلك، في بنيةٍ دائريةٍ واضحة، والطريفُ – فيما يخص موضوع بحثنا – أنها تبدأ مع اللوحة وتختِمُ بها نفسها!
في بداية النص يقفُ الساردُ أمام تلك اللوحة الصغيرة ذات الإطار المتواضع – كعادتِهِ في أوقات كثيرة – وغداً منذ الصباح سيغادرُ بيتُهُ في المدينة مسافراً إلى قريتِهِ، إنّه يتملى اللوحة طويلاً وكأنّه ينتظرُ منها أن تقول لهُ:(سَفراً سعيداً)!
إنّهُ – كما يروي لنا – ما سبقَ أن عرضَ هذهِ اللوحة في المعارض مطلقاً، كما أنّه كان يسارعُ إلى إخفائِها عندما يزورَهُ أناسٌ من أقاربِهِ في القريّة، معلّلاً ذلك بأن اللوحة (بعيدة عن أن تكونَ أنموذجاً فنيّاً، فهي بسيطة بساطة الأرض التي تمثّل)، لا لأنها ذات عيوب فنيّة أو سوى ذلك؟ لكن ماذا لو كانَ الساردُ يخفي عنا شيئاً ما يتعلّق باللوحة، وسيشوّقنا لمتابعةِ القراءة كي نفهم الأمر؟!
بعد قليل لكأن اللوحة نفسها تفتحُ الباب للحدث الرئيس في النص:
(في عمق اللوحة، سماء الخريف الجافة، والريحُ تطاردُ، من فوق سلسلة من الجبال البعيدة، سحباً صغيرة مبرقشة سريعة، وفي المقدّمة لون أحمر ضارب إلى السُمرة، وهو سهبٌ من الأفسنتين. وطريق أسود لم تُتح لهُ الفرصة لكي يجف بعد تهاطُل الأمطار الأخيرة، وعلى جانبهِ تزدحم شجيرات صحراويّة محطمة. وعلى طول الأثر الذي تركتهُ في الطين عجلات عربة قد أضيفَ عليهِ أثرُ مسافرين، كلما ابتعدا خفّ هذا الأثر وتلاشى. أما فيما يتعلّق بالمسافِرَيْن، فهما يكادانِ يخرجانِ من إطار اللوحة. وأحدهما… وهنا أستبقُ الأحداثَ قليلاً…. كان ذلك في أيام شبابي الباكر) *.
كان من شأن اللوحةَ إذاً أن تفضَحَ الروايةَ منذُ الصفحة الأولى، ولكن السارد أو الراوي وهو الكهلُ الآن، وهو طبعاً من رسَمَ اللوحة يتصدى لذلك ويرفض أن تقدَّمَ اللوحة كُلّ ما فيها، فلهذان المسافران (وسنكتشف أنهما هاربان) قصة مهمّة ومؤثّرة، وعلينا أن نعرفهِا، بكلّ ما رافقها من ظروفٍ محيطةٍ تشكّل الحرب الوطنية العظمى خلفيتَها!
ولهذا كما قلت يقطعُ الساردُ السياق الذي أرادت اللوحة فرضهُ عليهِ ليبدأ الآن من البداية، لقد كان يومذاك في الخامسة عشرة من عمرهِ والحربُ في عامِها الثالث، وكان اثنانِ من إخوتِهِ الكبار واثنانِ من أبناءِ عمهِ يقاتلونَ فيمن يقاتِلُ من أبناءِ قريتِهِ وسواها ضد الجيوش النازيّة الغازية، هو وأترابُهُ اضطلعوا بعملٍ لا يقلُّ أهميّةً عن عملِ الجنود المحاربين! لقد عملوا في الكولخوز، لتأمين الطعام للجنودِ وللأهل، وكان عملاً فَلاّحيّاً شاقاً جداً بالنسبةِ لصبيةٍ صغار تركوا المدارس، ويروي الساردُ أن أصعب الأعمال كان يتمثّلُ في الحراثةِ والحصاد، ولاسيّما الحصاد، فقد عملوا ليل نهار في الحقول والبيادر وفي الطريق إلى المحطّة ناقلين الحبوب، مما جَعَلَ أياماً طويلة تمرّ دون أن يعودوا إلى بيوتهم، وفي أحد تلك الأيام الحارة، حيثُ كانت المناجل قد احمرت من كثرة ما حصدتْ، عَرّجَ السارد (سيّد) على بيتِهِ (البيت الكبير) حيثُ يعيشُ الآن مع أمّه (الأم الكبيرة) وأختهِ وأبيه النجار الذي يخرج على عملهِ صباحاً ولا يعودُ إلا متأخراً في المساء، وداخل السياجِ المحكمِ نفسه يقعُ (البيتُ الصغير)، الذي قدّم أيضاً شابين إلى جبهات القتالِ وتقطنُهُ الآن (الأم الصغيرة)، وكنّتها (جميلة) زوج الأخ الأكبر واسمُهُ (صدّيق). الأمُ الصغيرة وكنّتها تعملان من الصباح إلى المساء في الكلخوز. وسنعلمُ على لسان الراوي أنّه كان يحب جميلة حبّاً جمّاً ويناديها – وفق عاداتهم – (جيه) أي امرأة أخي، وهي بالمقابل كانت تدعوه (كيتشني – بالا) أي يا صغيري.. وفي هذهِ الصفحات القليلة سيصفُ لنا سيّد شخصيات البيتين الصغير والكبير، وهي شخصيات الرواية كلها عملّياً، بعد أن نضيف إليها شخصيّة داينار، وهو الجندي الجريح العائد من المعركة، و أوروزمات رئيس العمال ذا الساقِ المقطوعة، وبضعة أسماء ذات أدوار ثانوية تماماً.
في لحظةِ وصول سيّد إلى ساحة الدار سيرى أوروزمات يجادلُ الأم الكبيرة، فهو يريد أن يكلّف جميلة بالعملِ على إحدى العربات التي تنقل أكياس الحنطة إلى المحطة، فالرجال كلّهم في المعارك وما من أحد يقوم بذلك، بينما ترفض الأم الكبيرة الأمر كلّه، لأن جميلة لا تقصّر في أعمالها كلها.. التي لا تقل أهميّة عن نقل الأكياس!!.
ويتدخل سيّد ليقف إلى جانب رئيس العمّال متعهّداً بحماية جميلة والاعتناء بها، إذ سيستلمان عربة واحدة ويعملان عليها… ولن تعجز جميلة عن القيام بعملها على أكملِ وجه، فهي ابنة قرية (بكاير) الجبليّة وهي ابنة راعي خيول وفارسة معروفة في قريتها، فقد سبقت ذات يوم صدّيق، وهذا ما جعله يخطفها كما يقولون أو ربّما يطلبها للزواج.
هنا تبدأ الأحداث بالتصاعد، فالعمل الجديد سيجعلها على تماس مع الجندي الجريح دانيار العائد من الجبهة إلى مسقط رأسهِ الذي فارقه طفلاً، والمكلف بالعمل نفسه في نقل أكياس الحنطة على عربتِهِ إلى المحطة. دانيار شخصيّة غريبة قليلاً منطوية، حزينة، ولكنّها شخصيّة أخاذة من جوانب أخرى، هاهو ذا السارد يقول واصفاً دانيار بعد أن استمَعَ إلى أغنياتِهِ وهو يقودُ عربة جميلة وسيّد:
(… وكنتُ أصغي وأدهش: هذا هو دانيار، فمن يقدر أن يظن ذلك فيه؟… وفجأةً بدا لي كل شيء مفهوماً، كل هذهِ الأشياء الغريبة التي كانت تثير عند الناس الشكوك وهذهِ السخريات منه: إيثارُهُ للأحلام، وانطواؤه على نفسه، صمتُهُ. (..) ولماذا كان يظل طوال الليل بالقرب من النهر، ولماذا يرهف السمع لأصوات كانت بالنسبةِ للآخرين غير مفهومة(…) لقد كانَ رجلاً عاشقاً في أعماق نفسه. ولقد شعرتُ أنه كان عاشقاً ليس لإنسان، بل إنما المقصود هنا، لا أدري أي حُب عظيم للحياة، للأرض…) -ص63
وباختصار شديد ستنشأُ قصّةُ حُبٍ مكتومةٍ بين جميلة و دانيار، لا أحد يصارح الآخر بها، والساردُ المراهق سيّد تتنازعه جُملة من المشاعِرِ المتناقضة:
(….. وأنظرُ إلى هذا الوجه الممتلئ بالحزن وبعاطفة غامضة، وكان يبدو لي أنني كنتُ أجد نفسي فيها، فقد كان شيء ما يعذّبها هي أيضاً، شيء يتراكم وينضج في نفسها، ويبحثُ عن منطلق وكانت تخشى هذا الشيء. فكانت تتعذب، كانت في مثل حالي تريد ولا تريد في وقت معاً أن تعترف لنفسها بأنها كانت أسيرة. فقد كنتُ أريد أن تحب جميلة دانيار، فهي على حال كنّة والديّ، وزوجة أخي) – ص 75-76
جميلة التي كانت تهشّ المتطفلين والجنود العائدين عنها كالذباب، وجدت نفسها أسيرة مشاعر غامضة نحو دانيار الغريب، هاهي ذي تقفز من عربتها إلى عربتِهِ وتجلس ملتصقةً بهِ وهو يغنّي، بعد أن كتّمت مشاعرها زمناً طويلاً.
وهذهِ العاطفة نفسها التي ما استطاع الفتى سيّد فهمها بعقله، وأدركها بحسه، قد استولت عليه هو أيضاً ووجدَ نفسه راغباً في رسمهما، إن الفن يبعثُ الفن، وها هو ذا الغناء يجعلُ الفتى (المحبّ للرسمِ من قبل والبعيد عنه بسبب الحرب)يرغب برسمِ العاشقين اللذين يخفيان عشقهما ليس فقط عن الناس، بل عن نفسيهما أيضاً (.. كانت أفكاري نفسها تخيفني. ولكن الرغبة كانت أشد من الخوف، فكنتُ أرسمهما سعيدين! نعم، مثلما هما في هذهِ الساعة! ولكن هل أستطيع تحقيق ذلك؟ فكنتُ أشعر بأنفاسي تتقطع من الخوف والفرح (….) وكنتُ أقول لنفسي ينبغي أن أرى الأرض مثلما يراها دانيار، وسأقص أغنية دانيار بالألوان، وستكون لي الجبال والسهب والناس والعشب (….) وصرتُ حينئذٍ أتساءل: وأين أستطيع أن أحصل على الألوان؟) – ص79 وفي أوّل فرصة سيحصلُ فيها سيّد على طبق ورقٍ أبيض وقلم رصاص سنجدهُ يتوارى وراء حزم القش ويبدأُ برسمِ لوحتِهِ الأولى مذعوراً تتسارَعُ دقاتُ قلبِهِ وهو يخطُّ خطوطَهُ الساذجة…. حتى إذا اتضحت ملامِحُ دانيار نسيَ كل شيء وبدا لهُ أن سهب أغسطس الليلي يرتسم على الورقة وبدا لهُ أنّه يسمع أغنية دانيار ويراه، برأسِهِ المنكّس وصدرِهِ العاري وجميلة تجلسُ إلى جوارهِ ملتصقةً بكتفِهِ…
هاهي اللوحة الأولى تتشكّل دونَ مساعدةِ أحد: هذهِ هي العربة وهاهما الاثنان، وهذهِ هي الأعنّة ملقاة على مقّدمة العربة، وأعراف الخيول تموج في الظلام وبعيداً السهب والنجوم النائية). -ص84 ستفاجئُهُ جميلة وقد غَفِلَ عن كل الناس، لقد امتلأت العربات وهي تبحث عنهُ لينطلقوا، فإذا ما تبيّنتَ محتوى الرسمة اخضلت عيناها بالدموع وطلبت إليهِ أن يهديها إياها لتحتفظ بها كتذكار…
مع بداية الخريف يقرّرُ العاشقانِ وقد نضجت قصة حبهّما، واكتشفَ كلٌ منهما أن مصيرَهُ مرتبطٌ بالآخر أن ينزلا من الجنّةِ إلى الأرض – كما فعل آدم وحوّاء – وإن كانت قريةُ (شُكر) التي تدورُ فيها الأحداثُ على ما يبدو ليست الجنّة وهي لا تشبهها من قريبٍ أو بعيد في ظروف الحرب تلك، لكنّها كانت تشبهها من جانبٍ واحد، إنّه استحالة زواج آدم من حوّاء فيها..
وبالتالي لا بُدَّ من الخروج منها، وسيغضبُ أهلها على الخارجين ولن يشفع لهما شيءٌ البتّة.. وحدَهُ سيّد سيظلُ يحترمهما ويحبهما: (وعندما حَلَّ المساء لحظتُ فجأةً شخصين قد عبرا النهر في المخاضة، وكما قدّرت هما دانيار وجميلة. لم أقدر أن أحوّل نظري عن وجهيهما القاسيين القلقين (…) وها قد سارا في طريقٍ عبرَ الوادي بين الشجيرات وأنا أتبعهما بنظري، ولا أعرف ماذا أفعل. أأناديهما؟ ولكن لساني كان كأنّه لاصق في سقف حلقي (…) ثم اختفيا.
فناديتُ بأعلى صوتي:
– جميلة! وأجابَ صدىً من بعيد: (آ- آ- آ…. ) ناديت مرّةً أخرى، وقد فقدتُ صوابي وأخذتُ أركض في أثرهما عبر النهر(….).
– جميلة! صرختُ وأنا اختنق بالعبرات. لقد فارقتُ أعزّ الناس علي وأقربهم إليّ. وفي هذهِ اللحظة وأنا نائمٌ على الأرض أدركتُ فجأةً أنني قد أحببت جميلة. نعم لقد كان هذا أوّل حبّي وأنا لا أزال طفلاً) – ص98 – 99
يترافق هروب العاشقين مع عودة صدّيق، الذي يقول لصديقهِ عثمان وهو ثمل: (لقد ذهبت فهذا طريقها! إنها ستموت في ناحية ما. أما نحن فلن نعدم النساء مادمنا أحياء، حتى امرأة بشعرٍ ذهبي لا تستحق أتفه الرجال) .
وسيلاقي هذا الكلام الذي يعكس جوهر شخصيّة صدّيق عند عثمان استجابةً مشابهة، ويقسم أنه لو قبض عليها وذلك الوغد لقتلهما شرّ قتلة!، مع أن عثمان نفسه، كان قد راودها عن نفسها، ويبقى سيّد هو المدافع الوحيد عن الشابين الفارين: (كنت الوحيد الذي لم يؤاخذ جميلة، زوجة أخي سابقاً.فأنا أعرف أن ل دانيار نفساً أغنى منا جميعاً بكثير، لم يكن بمستطاعي أن أصدّق أن جميلة ستكون تعيسة معه) – ص 99
وسيبقى سيّد على رأيه هذا حين يدخل عليه صدّيق وهو يرسم رسوماً لمجلة الحائط ويصرخ به شاحباً وشريراً وقد دَسَّ لوحةً بقلم الرصاص تحتَ أنفه:
(أنت الذي رسم هذا؟ واستولت عليّ الدهشة. فذلك كان أوّل رسم لي. إنّ دانيار وجميلة حيّان ينظرانِ إليّ في هذهِ اللحظة.
أنا
من هذا؟ وأشار بإصبعه إلى الورقة.
دانيار
يا خائن! – صرخ صدّيق بوجهي، ومزّق الرسم إرباً إرباً..) – ص102
وسيقولُ لأمّه التي نظرت إليه حائرة ومعاتبة: (وسأرسمهما أيضاً مرّة أخرى) .- ص102 ولن يفهم كيف ينعتونَهُ بالخائن؟! فمن خان العائلة؟ الأسرة؟ ولكنّه – على حد تعبيرهِ – لم يخن الحياة، لم يخن حقيقة هذين الكائنين الإنسانيين! وسيرسمُ سيّد مشاهد أخرى من تأثير حكاية جميلة و دانيار وسيدرس الفن في مدرسة الفنون، ثُمّ سيتقدّم إلى الأكاديميّة وسيقدم لوحة للحصول على الدبلوم، وهي لوحة – كما يعبّر – كان يحلم بها منذ زمن طويل…
ولن يكون من الصعب أن ندرك أن هذهِ اللوحة هي تلك اللوحة التي تمثّل دانيار وجميلة وهما يمشيان على طريق السهب الخريفي وأمامهما الأفق البعيد العريض المشع. إنها نفسها تلك اللوحة التي افتتحت السرد على طريقتها وحاولت أن تقول لنا ما أجّلَهُ الساردُ حتى النهاية…لقد أصبَحَ الفتى سيّد رجلاً وربّما فناناً مهماً، ولكنّه اليوم حين يفشل في بعض أعمالِهِ وتمرّ عليهِ دقائق صعبة ويفقد الثقة بنفسه، حينئذٍ يلتفتُ إلى تلك اللوحة العزيزة على نفسه، يلتفت إلى دانيار وجميلة وينظر إليهما طويلاً ويحدّثهما: (أين أنتما اليوم، وفي أي طريق تسيران؟ اليوم توجد طرق كثيرة جديدة عندنا في السهب من كازخستان إلى آلطاي وسيبيريا! (….) وأنت يا جميلتي لقد ذهبت في السهب العريض دون أن تنظري إلى ما وراءك لعلك تعبة، ولعلك فقدت الثقة بنفسك؟ فاستندي إلى دانيار وليغنِّ لك أغنيةٌ عن الحب، والأرض والحياة! وليتحرك السهب ولتتراقص ألوانه! ولتتذكري تلك الليلة من أغسطس. سيري يا جميلة ولا تندمي أبداً. لقد وجدتِ سعادتك الشاقة!)- ص104-،105 وهو الآن يفعل الأمر نفسه، إن دانيار يناديه من اللوحة ويدعوهُ إلى الطريق… وهاهو ذا يحزم أمتعته وسيعود إلى القرية ليجد فيها ألوانه الجديدة، سيعودُ ليتابع الرسم فلترنّ في كل ضربةً من ضربات فرشاتِهِ أغنية دانيار، وليخفق في كل واحدة منهن قلب جميلة الشجاع!.