تساؤلات وإجابات للرجل والمرأة في عيدها
1- هل ترى/ ين أن السبب في اضطهاد المرأة يكمن في الأديان أو الأعراف أو الصراع الطبقي أم أسباب أخرى؟
كل هذه الأسباب مجتمعة، الأديان مادة دسمة لطرح أي موضوع وتعميم ثقافة ما في أي مجتمع يحكمه الدين، لما للدين من تأثير قوي ومباشر على الناس، بَيْد أنّ اللاعب الأساسي هو الرأسمالية العالمية، إذ يلعب العامل الاقتصادي والسياسي الدور الأكبر في اضطهاد المرأة والإنسان عموماً. فمن غير الممكن تحرير المرأة في مجتمع من دون تحرير الإنسان ككل. استعباد المرأة ليس إلاّ امتداداً لعبودية الإنسان للإنسان، والارتكاس للموروث الاجتماعي والديني والنظام السياسي والعادات والتقاليد. في هذا السِّياق، على المرأة أنْ تَنظر إلى الرجل وتُقنِعه أنه شريك لها في كل شيء، في الحرية والعبودية، وليس عدواً، حتى يفهمَ أنّ حريّتهما تبدأ معاً أو تنتهي معاً.
2- كيف ترى/ ين دور القوى المحافظة والمتعصبة دينياً وخطابها التحريضي ضدّ المرأة، وانتهاك حقوقها وتعزيز دونيتها في المجتمع؟
على مرّ التاريخ، كان للدين دور مهم في تشديد القبضة على المرأة وحريتها بتحجيم دورها الإنساني أولاً. لا بدّ من فصل الدين عن القانون والسياسة كي يحصل التغيير الإنساني إلى الأفضل على كل المستويات. ويجب وضع حدّ لرجال الدين يمنعهم من نشر أفكار تحريضية ضدّ إنسانية الإنسان والمرأة خصوصاً، وأول خطوة هي تجديد الخطاب الديني وتعديله، مع فصله عن السياسة كما أسلفت أعلاه.
3- ما هو تأثير فصل الدين عن الدولة على تعزيز حقوق المرأة ومساواتها في المجتمع؟
تأثيره كبير ومهم جداً في ترك المجال للقانون المدني أن يكون له الحكم في كل المسائل التي تتعلق بموضوع الإنسان والمساواة بين المرأة والرجل. فقد أثبتتْ كل التجارب والأحداث أنّ البلدان التي تتبع نظاماً عِلمانياً في دولة قانون منفصلة عن الدين وذات خاصية مجتمع مدَني، هي البلدان التي استطاعت بناء مجتمعات إنسانية وأخلاقية على صعيد الأفراد والحكومات بغض النظر عن سياساتها الخارجية، بينما تقبع البلدان الدينية في تراجع إنساني مستمر وموت يومي للضمير، وأدنى درجات الإنسانية تعمّ المجتمع من الأفراد والحكومات..! أقول من موقعي هنا: الله لا يتجلّى فقط في الكتب والغيبيات، بل في القوانين المدَنية أيضاً وهي نبض الفِكر الإنساني. العِلمانية هي الحل.
4- ما هي الدوافع وراء انخراط بعض النساء في صفوف القوى الإرهابية والمتعصبة دينياً؟
لا دوافع سوى الجهل وأنه مغرّر بهن، وهنّ ضحايا الفِكر الإرهابي كما الرجال أيضاً، فلا أرى أنّ شيئاً قد يُقنِع إنساناً طبيعياً بالذهاب للموت بقدميه والالتحاق بمنظمات إرهابية للقتال تحت أيّ مُسمَّيات إلاّ الجهل، وانتشار منطق الغيبيات بقوة رغم كل التطور الإنساني والعقلي الذي وصلتْ إليه البشرية في القرن الحادي والعشرين! تبقى المُعضِّلة الحقيقية في أنّ تلك القوى الغيبية بقيتْ حبيسَةَ مجموعة أقوال وتفاسير مُتناقِضة، لم تقدّم في أحسن الأحوال إلاّ ما زاد الإنسان ضياعاً واستنفاذاً فِكرياً وروحياً وجسدياً.
5- هل النضال من أجل المساواة الكاملة للمرأة مع الرجل مهمة النساء فقط، أم الرجال والنساء معاً؟
هي مهمة المجتمع ككل، مهمة الإنسان، مهمة الرجال والنساء معاً. لكن على المرأة الشرقية عموماً والعربية خصوصاً أن تُضاعف جهودَها وعملَها، وأن تسعى لنيل حقوقها بالمطالبة أولاً بتغيير قانون الأحوال الشخصية، فما زال القانون في كثير من البلدان لا يُنصِف المرأة وخاصةً في قوانين الأحوال الشخصية وأخصّ بهذا العربية. فالحاجة هي للتعديل في قوانين الأحوال الشخصية، خاصة ما يتعلق بحقوق المرأة والمساواة والزواج والطلاق ومسألة الإرث وغيرها، بحاجة إلى قوانين أكثر مَدَنية بعيدة عن التفرقة العُنصرية بين الرجل والمرأة، وهي ستُساهم بتقريب العلاقة بينهما وبالمَضي قدما نحو التحرّر من الموروث، وأن نرقى إلى فهم الإنسان وتقديره إنسانياً وبيولوجياً. هذا حتماً سيُعزّز ثقة المرأة بنفسها وبقدراتها وبأنها ليست فقط جسداً جميلاً، بل هي عقل جميل أيضاً وعُنصر فِكريّ مهم.
6- كيف تقيّم/ ين دور المنظمات والاتحادات النسوية في مواجهة الحركات المتطرفة والمتعصبة دينياً، وكيفية تعزيز دورها؟
جيدة، وأشجّعها للاستمرارية وتحقيق الأهداف المَنشودة، لكنها ما زالت في البلدان العربية تحمل خطاباً خجولاً نوعاً ما. ذلك أننا لم نتخلّص في العالم كله بعد من تأثير ومُلحَقات النظام الأبوي الذي فرضه الرجل منذ أكثر من ألفي عام من الزمن، تعزَّزَتْ خلاله هذه النظرة وبقوالب جديدة أيضاً. فحتى الغرب لم يتحرر بشكل كامل من هذه العنصرية لعدة أسباب منها الفترة الزمنية، إذ لم يتجاوز عمر التحرّر وحقوق المرأة إلاّ عدة عقود من الزمن كان الإنسان نفسه فيما مضى عبداً للإنسان. والغريب أن ثورة العبيد حرّرتْ العبيد ولم تُحرّر المرأة! على المرأة أن تبدأ من نفسها وتتحرّر من قيود نفسها، عليها أن تتوقّف عن أن تكون عدوّة نفسها. فلتخرج إلى الشوارع وتُطالب كما الرجل بالتغيير وبقوانين تنصفها وتنصف الرجل أيضاً.