«سورية المدنية» تبحث «دور الدولة والمجتمع في مواجهة فكر التطرف»
أشار الكاتب الصحفي حسن م.يوسف إلى نقاط القصور في أداء الأفراد والمؤسسات والمجتمع وتدني حصة التربية في الإنفاق الحكومي، لافتاً إلى أننا لم نحسن الاستثمار في الإنسان خلال السنوات الطويلة الماضية.
وأكد م.يوسف خلال ندوة حوارية أقامتها «جمعية سورية المدنية» يوم السبت 6 أيلول 2014 في قاعة رضا سعيد في جامعة دمشق تحت عنوان «دور الدولة والمجتمع في مواجهة فكر التطرف»، أكد مسؤولية الدولة والمجتمع في مواجهة الفكر المتطرف، مشيراً إلى أن التطرف في مجتمعنا ليس وليد الأزمة بل هو موجود منذ زمن، وقال إن الفكر الظلامي المتطرف جاء من الـ 37ألف جامع المنتشرين في سورية، وتساءل عن نسبة الجوامع إلى الجامعات، وشدد أن تربية الطفل هو شان عام وعلى الدولة تحمل مسؤوليتها في ذلك، لأن الطفل مستقبل الأمة.
وبين م.يوسف أن الأزمة الراهنة هي نتيجة مؤامرة دخلت لضعف داخلي في شخصيتنا وهويتنا السورية فتحالف ضعفنا مع أعدائنا، «فالفكر الذي غزا سورية هو فكر غربي رأسمالي أدواته في المنطقة إسرائيل، استغل وجود مواطنين هويتهم السورية مشوشة لتحقيق أهدافه القذرة».
وأكد أن الدولة مسؤولة عن الشراكة مع المواطنين، فكل مواطن هو شريك يدافع عن حصته، ولكنه لا يدافع عن شيء لا حصة له فيه، وشدد على ضرورة زيادة الاهتمام بالتعليم لأنه أساس تغيير المجتمع، ودعا لإعادة صياغة الهوية الوطنية، وتربية الأبناء على احترام الاختلاف والتنوع وتقبله، وتأمين فرص عمل للعاطلين عن العمل وتأهيلهم وتثقيفهم.
واستحضر حسن م. يوسف خلال كلامه العديد من التجارب العالمية التي تؤكد وتركز على أسس النجاح وأهميته وضرورة الاعتراف بالخطأ للتقدم، مؤكداً وجود طاقات هائلة لدينا «فمعظم المغتربين خارج سورية مبدعون ومتميزون»، وشدد على حاجتنا لإعادة تقيم أنفسنا وواقعنا. وتساءل الحضور بدورهم عن أسباب استهداف سورية والشعب السوري بكل طاقاته، فهل وصلنا إلى هنا نتيجة الفقر أو الجهل، أم سوء التعليم أم سوء العدالة الاجتماعية..؟ وأكدو أن الأزمة اليوم هي أزمة هوية بالدرجة الأولى، وأشاروا لغياب العديد من المثقفين أثناء الأزمة وانكفائهم عن الكتابة، مشيرين لحاجة الوطن للفكر والقلم، وشددوا على ضرورة التشاركية بين الدولة والمجتمع في صنع القرارات والعمل لبناء جيل قادر على النهوض بسورية الغد ومواجهة الفكر المتطرف الغريب عن ثقافتنا.