على ذمة أبي الطيّب…

أ-  من سوالف العرب سالِفَة تقول:

إنّ (ملكاً) عظيماً، جليلاً، فريداً بين أترابه من ملوك العرب في العهد القديم، وفي العهد الحديث والمعاصر.. قضى حياته في مقارعة الاستعمار والإمبريالية والصهيونية.. في دعم المقاومة وحركات التحرر الوطني.. وأفنى حياته في سبيل سيادة (وطنه) وحريته وسعادة شعبه ورفاهيته.. غادر الحياة دامعاً، حزيناً، مثل مالك الحزين، على الشعوب المظلومة، المقهورة والمشرّدة…

هذا الملك الذي قلّ نظيره.. سأله، ذات يوم، أحد الصحفيين: لماذا لا تدفع يا جلالة الملك واحداً في المئة من ملياراتك لدعم أسعار الخبز..؟ فأجاب الملك المعظّم: هذه أموال العائلة المالكة، وهي ليست أموالاً عامة؟! ولكن جلالته لم يقل من أين جاء بهذه الأموال، وكيف جمعها، وجدّه (عبد الله) دخل عمان هارباً من مكة على (جحش)..؟!

وبالتزامن نشرت إحدى الصحف الكويتية خبراً تحت عنوان: (الملك يتسوّل، والملكة تتسوّق) جاء فيه: في الوقت الذي كان فيه الملك الجليل (الذي بينه وبين العرش البريطاني قرابة معنوية ومادية) يتجوّل في دول الخليج (العربي / الأمريكي) طالباً الدعم المالي.. كانت الملكة(…) تتبضّع في أسواق باريس…

وبعد..

هل غيرت (المملكة) جلدها وطبيعتها ووظيفتها… كم اختلف يومها عن أمسها؟

وكم هو الفرق بين عبد الله الأول وعبد الله الثاني وما بينهما..؟

بقي أن أشير إلى أنني قد استعنتُ بفريق (كشف الأقنعة) ولا سيما (عابد فهد وميلاد يوسف) للكشف عن مصير ذلك الصحفي.. وكان سدى، فنحن لم نستطع الوصول إلى أي شيء حتى هذه اللحظة الراهنة من حياتنا العربية التي يجلّلها السواد والدم..؟!

ب – وحياة آل سعود.. وآل النهيان.. وآل المكتوم.. وآل الثاني والجبر والصبّاح.. وآل النفط والغاز والغازات والظلمات… لم أعد أذكر من قال: عجائب الدنيا سبع.. أما (عجيبة العجائب) فهي الأمة العربية والأمة المُتَأسلمة.. فالأمة العربية (ومنها المتأسلمة) على وجه الإجمال هي الأمة:

 التي يمكن لرجل الدين فيها الإفلات من عقوبة التحريض على القتل (وسفك الدماء).. إذا وصف أحد الخصوم بالمرتد…

 التي لا تزال تستخدم كلمة التكفير ضد خصومها المعارضين (المطالبين بالحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية…)

 التي تضع حكم الفتوى فوق حكم القانون.. وتدعي أنها دولة قانون…

 وهي الأمة التي تدعي التدين وتحرص على مظاهره رسمياً وشعبياً.. ومع ذلك لا يوجد بها (أمر صالح)…

 والتي تصدق كل ما يقوله (رجال الدين) بالجملة وبالمفرق.. دون أي تحقيق علمي وإعمال للعقل…

 التي لديها شهر صيام واحد في العام تتكرر فيه أسئلة الجنس وما شاكَلَ.. أكثر من أسئلة العبادات والمعاملات…

 التي تشتم الغرب (ديار الشرك) صباحَ مساءَ.. وتعيش عالة عليه في كل شيء..

 والتي ورد في كتابها المقدّس كلمة (اقرأ) ومع ذلك هي من أقل أمم المعمورة قراءة للكتب..

 التي لا تزال محكومة بكتب الموتى من ألف عام ونيّف…

 وهي الأمة الوحيدة التي تفتش وتبحث في الماضي البعيد عن إجابات تتعلق بأسئلة حاضرها ومستقبلها..(لم يترك السلف شيئاً للخلف).

ج – بعد سقوط الخلافة العباسية في بغداد، واحتلال المغول لعاصمة بني العباس سنة (656ه/ 1258 م ) قيل: إنّ (هولاكو) أحد مجرمي الحروب، وواحد من ألد أعداء الإنسانية والحضارة على مرّ العصور.. قد أحصى نسوان الخليفة (المستعصم بالله)، فتبيّن أن لجلالة الخليفة المفدّى (750) زوجة، وما يزيد عن ألف خادمة(..؟!).

يرجى الاطلاع، والتيقّن مما كتب أعلاه، والسلام على من اهْتَدى…

العدد 1140 - 22/01/2025