مستقبلٌ على عاتق الشبان

 في ظلّ الظروف المعتادة التي تعاني منها المجتمعات حول العالم برز جمعٌ من الفئة الناضجة في مقتبل العمر، باحثاً عن حلول اجتماعية تودي بحاضرهم السيئ إلى الفناء والتعويض عنه بطموحات صارمة بمستقبلٍ مبتسم!

كانت المبادرات الشبابية أشهر ما عرف عن الشباب من محاولات كسر للمعتقدات المتخلفة منذ ذاك الزمن إلى اليوم.

تُعرّف المبادرة: على أنها من اختراعات القرن العشرين، إلا أنّ الإنسان قد مارس المبادرات منذ أن انتظمت حياته في مجتمعات سكانية، فالمبادرة تمارس أينما انتظم الناس في مجموعات للعمل سواء أكان ذلك للزراعة أو للدخول في حرب أو لتحسين أوضاع المجتمع.

فهي خدمة للشباب أنفسهم ولمن حولهم، تقوم على مفهوم أساسي وهو خدمة الناس من حول الصبايا والشباب، تتميز بكونها بسيطة بمعنى أنها غير معقدة ولاتحتاج إلى الكثير من التحضيرات والأدوات والتمويل لكي يتم تنفيذها، فقوامها ما يمتلكه الشبان من إمكانات وقدرات وتوظيفها لخدمة الناس دون الحاجة إلى تمويل خارجي، فهي قليلة التكلفة وربما تكون معدومة التكلفة.

ويعرف عن هذه المبادرات أنها قائمة لخدمة الناس دون مقابل، فربما يدفع الشاب من جهده ووقته وربما من مصروفه لأجلها..

وهي تعمل على المساهمة في تنمية الشباب من خلال تبني مبادرات وبرامج ومشاريع شبابية إبداعية خلّاقة، ودعم الشباب وإعطائهم فرصة التعبير عن أنفسهم، فمن أهداف تلك المبادرات تفعيل دور الشباب وإدماجهم في العمل التنموي والمجتمعي وتقوية مهارات مجموعات الشبان وقدراتهم لإدارة المشاريع وتشجيع الشباب على التفكير والإبداع، والأهم من ذلك توفير فرص للشباب لتنفيذ طموحاتهم والأفكار الإبداعية لديهم. ومن المتوجب اعتبار المبادرين الشباب في هذا المستوى من الشخصيات القيادية في التنمية الاجتماعية باعتبارها من مقومات التنمية الوطنية.

وعليه يجب في ظلّ تلك المبادرة تقسيم العمل بالشكل الذي يرمي مباشرة لتحقيق الأهداف المبتغاة، بتوزيع العمل بصورة صحيحة ليصبح لكل منهم تخصص معين يمارس من خلاله كل عضو مهاراته الفردية في عمل متجانس ومتكامل مع الآخرين، فيمكننا تعريف الفريق المبادر بأنه مجموعة من الناس التي تعمل معاً لتقديم الرعاية الاجتماعية للأفراد والعائلات في المجتمع، فالغرض من وجوده هو خدمة المجتمع وتلبية احتياجاته، لذا فلا بد أن يعمل الناس كفريق موحد لتلبيتها لأنه من غير الممكن تنفيذها من قبل فرد وحده، ولكي يتمكن الفريق المبادر من تحقيق هدفه لا بد له من تشجيع وتنمية المشاركة الجماهيرية، وذلك بالاعتماد قدر المستطاع على المجهودات والموارد الذاتية، وجدير بالذكر أن في مجتمعاتنا العديد من هذه المبادرات المعلن عنها أو المكتوم عليها، ولأنها جسر البلدان نحو المستقبل الأفضل، يجب دعمها وتعزيز المستقبل الذي بات على عاتق الشّبان..

العدد 1140 - 22/01/2025