ثلاثة أرباع العمر
(والله شي يقهر.. يقهر)..
من أغنية لذياب مشهور
* غير معقول يا أخي، هذا الذي حصل في المسابقة.. كان النقل فيها (على أبو موزي)!
** إن كان (على أبو موزي)
أو (على إم…)
ما وجه الغرابة فيما حصل؟ منذ قال لها: كوني، فكانت، والعقل والنقل على طرفي نقيض، ثم سواء حصل نقل وتنقيل أم لم يحصل، اللعبة مكشوفة وأسماء الناجحين معروفة، قبل الإعلان عن المسابقة.
كل ما هنالك أن أحد المسؤولين الكبار، الغيورين على خزينة الدولة وصحة المواطن، ارتأى أن القيام بعمل كهذا في الوقت الراهن، من شأنه أن يحقق أهدافاً عدة بمسابقة واحدة.
* حبذا لو فصّلت أكثر للمستمعين، وذكرت بعضاً من تلك الأهداف.
** الهدف رقم 1: (بُتسد أبواز) المفسدين المغرضين الذين يشنّعون على الدولة والحكومة (عالطالع والنازل)، لأنهما لا يجريان بين الفينة والفينة، مسابقات، لتجديد الدم في عروق المؤسسات واستيعاب الخريجين والكفاءات.
الهدف رقم 2: الركض وراء المعاملات الرسمية، وإحضار الأوراق الثبوتية، يخففان من عبء الشحوم على كروش الفقراء، ومن ثقل النقود على جيوبهم.
الهدف رقم 3 ينشغل المواطن- والمشغول لا يُشغل كما تعلم- خاصة الذي لاعمل له- وهو الأخطر على أمن البلاد والعباد، بالركض خلف الوظيفة، التي ستبقى حسب تعبير توفيق في مسلسل الخربة (هيي تركض وهوّي يركض)!
الهدف رقم 4: يلتهي المتسابقون والمتسابقات وذووهم وذووهن، ومن يشدون على أيديهم وأيديهنَّ بملاحقة الأوراق المطلوبة (ويحلّون، ذكوراً وإناثاً، عن ظهر السياسيين والمسؤولين.. وكأن هؤلاء لا هم لهم ولا غمّ، ولا حاجات خاصة ولا مصالح (متلتلة)، إلا عمل المواطن ومعيشة المواطن!
أقسم بالله، صارالواحد فينا لا يعرف كيف ولا من أين يتلقى الخوازيف، بينما حكوماتنا الرشيدة، منذ ما قبل الأزمة السورية وحتى يومنا المأزوم هذا، وهي تبيعنا شعارت براقة وأقوال مشعورة.
طرحت (عقلنة الدعم) لبعض المواد، و(إيصال الدعم لمستحقيه) في مواد أخرى، فكان أن جنّت الأسعار وطارت أعلى فأعلى، وازداد الفساد والسمسرة، وبدل أن يصل الدعم إلى مستحقيه، أخطأ العنوان كالعادة، ووصل إلى الساكنين فوقهم، في الأدوار العليا!
هذا شيء طبيعي يا رفيق، ويحدث في أرقى الدول وأرشد الحكومات، ويسمونه المسافة أو الهوّة الفاصلة ما بين النظرية والتطبيق، أو إذا شئت بين الأقوال والأفعال، ولتجسير هذه الهوة و..
* خلّصنا منّك يارفيق، بلا تجسير هوّة ولا تهوية جسر، ما يحدث عندنا، له اسم واحد ووحيد، تعرفه جيداً أنت وغيرك، منذ أكثر من خمسين سنة، وهم يحقنوننا بالمعاني البراقة والكلمات الرنانة، مضى ثلاثة أرباع عمرنا، بانتظار تحقيق ولو جزء بسيط من شعاراتنا المزمنة، فكانت النتيجة أننا تراجعنا عمّا كنّا عليه!
مواطن مقهور