كاس على كل الناس! سائقو خط القنيطرة رفعوا التسعيرة عشر ليرات!

لا تختلف القنيطرة عن غيرها من المحافظات.. فالهمّ واحد، والمعاناة ذاتها.. فمشكلة النقل على ما يبدو ممتدة على سائر المحافظات، سواء من جهة الازدحام أم من جهة زيادة التعرفة.

عندما ركبت بالسرفيس المنطلق من القنيطرة إلى دمشق صباح 22/12/2012 من مركز انطلاق خان أرنبة، وبدأ الركاب بجمع الأجرة للسائق، أعطيت المعني بالأمر أربعين ليرة، وهي التعرفة الرسمية المحددة لخط دمشق القنيطرة، فبادرني قائلاً: (الأجرة غليت.. صارت خمسين)!

وخاطبت سائق السرفيس: متى ازدادت التسعيرة، ومن أصدر قرار الزيادة؟ فردّ بنبرة حادة وصوت عال ليوحي لي بقوة حجته: نشتري المازوت من السوق السوداء، ونحن رفعنا التسعيرة!

وأجبته بالقول: هناك أربعون ليتر مازوت مخصصة لكل سرفيس على خط دمشق القنيطرة، يحصل عليها يومياً من محطة وقود اتحاد العمال في بلدة خان أرنبة بالسعر الرسمي. لم يتوقع إجابتي.. خفّت حدة صوته، ورد بهدوء حذر: لكن بعض الأيام لا يصل المازوت.. ادفع كما تريد.. أو لا تدفع إن شئت!

وبحياء ممزوج بالغضب واستكانة موشاة بالاستنكار، دفعت خمسين ليرة.. أنا الصحفي الذي أجتهد للدفاع عن المواطنين، وأسعى لحل مشاكلهم وتسليط الضوء على معاناتهم!

لكن الذي أقلقني أكثر أن أحداً من الركاب لم يناقش، لم ينبس ببنت شفة، وكأني بهم يقولون همساً: (منيح عم نلاقي سرفيس يوصلنا)!

وتكرر الأمر ذاته عندما عدت عصراً من دمشق، لكنني رضيت بالإياب، والحصول على مقعد بالسرفيس غنيمة، ولم أعترض البتة على زيادة التعرفة عشر ليرات زوراً وبهتاناً من سائقين جشعين، يستغلون الأزمة التي تعصف بالوطن أبشع استغلال.

مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في القنيطرة محمد عويد محمد، يمتلك وسائل الردع والجزم والحزم، لكنه يطلب أن يتقدم المواطن بشكوى إلى المديرية، يذكر فيها رقم لوحة السرفيس، وزمان حصول المخالفة، لأن الضبط التمويني يحتاج إلى وقائع واشتراطات حتى ينظم بحق المخالف أصولاً.

وهذه دعوة للصديق مدير التجارة الداخلية للإيعاز لدائرة حماية المستهلك لمخالفة كل سرفيس غير معلن عن التعرفة المقررة (بمكان واضح وبارز، وبخط كبير ومقروء) في السرفيس. وأدعي أن هذه المخالفات التي يمكن تنظيمها من خلال مشاهدة المراقب التمويني ودون شكوى خطية من المواطنين ستردع السائقين الجشعين من زيادة التعرفة المقررة.

كما أنصّب نفسي مدعياً، وشاكياً شخصياً على جميع السرافيس التي تتقاضى زيادة على الأجرة المقررة تصل إلى عشرين ليرة عند المساء.

العدد 1140 - 22/01/2025