الرئيس الأسد: الانتقال السياسي هو الانتقال من دستور إلى آخر.. سورية غير مهيأة للفيدرالية
أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن الحوار السوري السوري في جنيف تطرق إلى المبادئ الأساسية التي يجب أن يبنى عليها، مشيراً إلى أن ما أنجز في الجولة الماضية هو بداية وضع منهجية لمحادثات ناجحة. وأوضح الرئيس الأسد في مقابلة مع وكالتي ريا نوفوستي وسبوتنيك الروسيتين، في الأسبوع الماضي، أن الانتقال السياسي هو الانتقال من دستور إلى آخر.
وشدد الرئيس الأسد على أن الدعم العسكري الروسي ودعم الأصدقاء لسورية والإنجازات التي يحققها الجيش العربي السوري ستؤدي إلى تسريع الحل السياسي وليس العكس، لافتاً إلى أن سورية غير مهيأة للفيدرالية.
وفيما يلي مقتطفات مما قاله السيد الرئيس في المقابلة:
طبعاً لا توجد أرقام دقيقة حول الذين هاجروا من سورية أو الذين هجّروا داخل سورية.. الأرقام تقريبية .. لكن لا أعتقد أن المشكلة تكمن بالرقم.. المشكلة أنه حتى الآن لا يوجد عمل جدي من قبل كثير من دول العالم لحل مشكلة هؤلاء. المشكلة الأساسية هي الإرهاب.. فيجب أن نقوم بمكافحته على المستوى الدولي.
الأضرار الاقتصادية، فيما يتعلق بالبنى التحتية، تتجاوز المئتي مليار دولار.. الجوانب الاقتصادية يمكن ترميمها مباشرة عندما تستقر الأوضاع في سورية.. ولكن البنية التحتية تستغرق وقتاً طويلاً..
عملية إعادة الإعمار هي عملية رابحة بجميع الأحوال للشركات التي ستساهم فيها، وخاصة إن تمكنت من تأمين قروض من الدول التي ستدعمها.. طبعاً نتوقع في هذه الحالة أن تعتمد العملية على ثلاث دول أساسية وقفت مع سورية خلال هذه الأزمة.. وهي روسيا والصين وإيران..
حتى الآن لا نستطيع أن نقول إن هناك شيئاً أنجز في محادثات جنيف.. ولكن بدأنا الآن بالأشياء الأساسية.. وهي وضع مبادئ أساسية تبنى عليها المفاوضات, كان عملنا الأساسي مع السيد دي ميستورا وليس مع الطرف الآخر الذي سنفاوضه.. إن استمررنا بهذه المنهجية فستكون أيضاً باقي الجولات جيدة أو منتجة.
نحن بالنسبة لنا في سورية نعتقد أن تعريف مفهوم الانتقال السياسي هو الانتقال من دستور إلى دستور آخر.. والدستور هو الذي يعبر عن شكل النظام السياسي المطلوب في المرحلة المقبلة.. فإذاً المرحلة الانتقالية لا بد أن تستمر تحت الدستور الحالي.. وننتقل للدستور القادم بعد أن يصوت عليه الشعب السوري.. حتى ذلك الوقت ما نستطيع أن نقوم به.. بحسب تصورنا في سورية.. أن يكون هناك حكومة.. هذه البنية الانتقالية.. أو هذا الشكل الانتقالي.. هو حكومة مشكلة من مختلف أطياف القوى السياسية السورية.. معارضة.. مستقلين.. حكومة حالية وغيرها.. الهدف الأساسي لهذه الحكومة العمل على إنجاز الدستور.. ثم طرحه على السوريين من أجل التصويت.. ولاحقاً الانتقال للدستور المقبل.. لذلك الحل هو في حكومة وحدة وطنية تهيئ لدستور جديد.
هذا هو الهدف من جنيف.. حوار سوري سوري نتفق فيه على شكل هذه الحكومة.. هناك الكثير من الأسئلة التفصيلية التي لا بد أن تخضع للنقاش بيننا في جنيف.. ولكن هذه القضايا ليست معقدة.. أنا لا أراها معقدة.. كلها قابلة للحل.. ومجلس الشعب ليس له دور في هذه العملية.. هي عملية تتم بيننا وبين المعارضة في الخارج.. ومجلس الشعب يشرف على عمل الحكومة.. ولكنه لا يعيّن الحكومة في سورية. أستطيع أن ألخص بأن الدعم العسكري الروسي ودعم الأصدقاء لسورية والإنجازات العسكرية السورية كلها ستؤدي إلى تسريع الحل السياسي وليس العكس.. نحن لم نغير مواقفنا قبل الدعم الروسي ولا بعده.. ذهبنا إلى جنيف وما زلنا مرنين.. ولكن بالوقت نفسه سيكون لهذه الانتصارات تأثير على القوى والدول التي تعرقل الحل.
لا مقومات للفيدرالية
من ناحية الجغرافيا.. سورية صغيرة جداً لكي يكون فيها فيدرالية..هي ربما أصغر من معظم الجمهوريات الموجودة في روسيا.. من الناحية الاجتماعية.. الفيدرالية بحاجة لمكونات اجتماعية قد لا تتمكن من العيش معاً.. وهذا ليس موجوداً في التاريخ السوري.. فبالمبدأ الأساسي لا أعتقد أن سورية مهيأة لفيدرالية.. لا توجد عوامل طبيعية لكي يكون هناك فيدرالية.. طبعاً.. بالمحصلة.. نحن كدولة نقول إن ما يوافق عليه الشعب هو ما نوافق عليه.. موضوع الفيدرالية مرتبط بالدستور.. والدستور بحاجة لموافقة شعبية.. أما فكرة أن يكون هناك فيدرالية فهي ليست طرحاً عاماً في سورية.. لذلك لا أعتقد أن هذا الطرح.. في حال طرح على التصويت.. سيحظى بموافقة الشعب السوري.
المطروح هو أنه بعد الدستور يكون هناك انتخابات برلمانية.. تظهر ما هو حجم القوى السياسية الموجودة في الساحة، وبالتالي يكون هناك حكومة جديدة تبنى بتشكيلها على حسب التوزع للقوى السياسية في البرلمان الجديد.. أما انتخابات الرئاسة فهي موضوع مختلف تماماً.. هذا يرتبط بكيفية الوضع الشعبي في سورية.. هل هناك رغبة شعبية بانتخابات رئاسية مبكرة.. إذا كان هناك مثل هذه الرغبة أنا لا توجد لدي مشكلة.. هذا طبيعي عندما يكون استجابة لرغبة شعبية وليس استجابة لبعض القوى المعارضة.. هذا موضوع يمس كل مواطن سوري لأن كل مواطن يصوت على هذا الرئيس.. فبالمبدأ أنا لا توجد لدي مشكلة.. لأن الرئيس لا يستطيع أن يعمل دون دعم شعبي.
الأفضل بالنسبة لنا في سورية على ما أعتقد هو أن يُنتخب الرئيس مباشرة من قبل المواطنين وليس من خلال البرلمان، لكي يكون أكثر تحرراً من تأثيرات القوى السياسية المختلفة.. لكي تكون علاقته خاضعة فقط للحالة الشعبية العامة.. هذا من وجهة نظري الشخصية هو الأفضل في مثل هذه الحالة.. أما بالنسبة لانتخاب السوريين.. فكلما كان هناك مشاركة أوسع من قبل السوريين.. كل من يحمل جواز سفر وهوية سورية.. كانت هذه الانتخابات أكثر قوة من خلال تأكيد شرعية الدولة والرئيس والدستور المشرف على هذه العملية..
الهدنة كانت نسبياً جيدة.. أي أفضل مما توقع الكثيرون.. كان هناك توقع بفشل الهدنة.. نستطيع أن نقول إن نجاح الهدنة جيد أو أكثر من جيد بقليل.. وكما تعرف حصلت مفاوضات بين الطرفين الروسي والأمريكي لتحديد الجهات الإرهابية ولم يكن هناك توافق كامل حول هذه المجموعات.. لكن بالنسبة لنا وللطرف الروسي لم نغير تقييمنا بالنسبة للمنظمات الإرهابية.. وكان هناك طرح لتلافي هذا الخلل بأن كل منظمة أو مجموعة تقبل الهدنة وتذهب باتجاه الحوار سواء مع الطرف الروسي أو مع الدولة السورية.. نحن سنعتبرها انتقلت من العمل الإرهابي باتجاه العمل السياسي.. وهذا ما نسعى إليه.. لذلك أعتقد أن الأهم من تصنيف الجهات الإرهابية الآن هو أن نسرّع عمليات المصالحة والتواصل التي تحصل مع المسلحين الذين يريدون أن يلقوا السلاح أو أن يقاتلوا الإرهاب مع الدولة السورية ومع الأصدقاء الذين يدعمون الدولة السورية وخاصة روسيا وإيران.. لذلك بالنسبة لنا كدولة.. المبدأ العام هو أننا مستعدون لاستيعاب كل مسلح يريد أن يلقي سلاحه بهدف أن نعيد الأمور إلى شكلها الطبيعي، وأن نحقن الدماء السورية.